كتاب كلام الليالي والأيام لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

67 - قال سليمان بن يزيد العدوي:
ويحدو الجديدان الجديد إلى البلى ... وكم من جديد قد أباد وبددا
وكم أبليا من جدة وبشاشة ... وعمر طويل أفنياه وأبعدا
وكم كدرا من لذة وغضارة ... وكم فجعا إلفا بإلف وأفردا
وكم أحدثا من عبرة بعد حبرة ... بكى مكاوي حرها لن يبداد
وكم من جديد صيراه إلى البلى ... ومن ذي شباب صيراه مفندا
وكم من عظيم الملك أشوس ... باذخ تعاوره العصران حتى تبلدا
وكم عامر لم يبق فيهن ساكن ... ولاقى خراب الدهر من كان شيدا
وكم صدع العصران من شعب معشر ... وأمر عجيب غيباه وأشهدا
وكم قصفا من مترف ذي مهابة ... وساقا إلى حوض المنايا فأوردا
فأمسى ذليلا خده متعفرا ... وزايل ملكا لا يرام وسؤددا
وكم آمن قد روعاه بفجعة ... وأمر عجيب قرباه وأبعدا
يكران تترى بالمواعظ فيهما ... وما نفعا إلا الرشيد المسددا
وكل امرئ يوما سيجزى بفعله ... وكل موقى زاده ما تزودا.
67 - حدثني زيد بن أخزم، حدثنا محاضر، حدثنا الأعمش، عن مجاهد، قال: ما من يوم يخرج من الدنيا إلا قال: الحمد لله الذي أخرجني منها، ثم لا يردني إليها.
68 - قال محمود بن الحسن الوراق:
يحب الفتى طول البقاء وإنه ... على ثقة أن البقاء فناء
زيادته في الجسم نقص حياته ... وليس على نقص الحياة نماء
إذا ما طوى يوما طوى اليوم بعضه ... ويطويه إن جن المساء مساء
جديدان لا يبقى الجميع عليهما ... ولا لهما في الجميع بقاء.

الصفحة 190