كتاب المتمنين لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

26 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَقَدِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ لاَحِقٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيِّ، حَدَّثَنِي حَنْظَلُ بْنُ ضِرَارٍ, وَكَانَ جَاهِلِيًّا فَأَسْلَمَ, قَالَ: لَقَدْ أَرَانِي وَأَنَا مَعَ مَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ الْعَرَبِ يُقَالُ لَهُ: الأَسْوَدُ، وَمَا جَاءَنَا مِنْ نَبِيٍّ وَلاَ نَزَلَ عَلَيْنَا مِنْ قُرْآنٍ، فَقَالَ لِي يَوْمًا: يَا حَنْظَلُ، ادْنُ مِنِّي أَسْتَتِرْ بِكَ مِنَ اللِّئَامِ وَأُحدِّثْكَ وَتُحَدِّثْنِي، مَا ابْتَنَى الْمُدُنَ وَلاَ سَكَنَ الْمُدُنَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ إِلاَّ وَدَّ أَنَّهُ مَكَانِي وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي عَبْدٌ لِعَبْدٍ حَبَشِيٍّ مُجَدَّعٍ، وَأَنِّي أَنْجُو مِنْ شَرِّ يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
27 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: يَا لَيْتَنِي إِذَا مِتُّ كُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا.
28 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ إِسْحَاقَ مَوْلَى زَائِدَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: يَا لَيْتَنِي كُنْتُ شَجَرَةً.
29 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: يَا لَيْتَنِي كُنْتُ عَصًا رَطْبًا.
30 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الأُمَوِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ مَرْوَانَ حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ وَهُوَ يَقُولُ: أَلاَ لَيْتَنِي لَمْ أَكُ شَيْئًا مَذْكُورًا، أَلاَ لَيْتَنِي كَهَذَا الْمَاءِ الْجَارِي، أَوْ كَنَابِتَةٍ مِنَ الأَرْضِ، أَوْ كَرَاعِي ثُلَّةٍ فِي طَرَفِ الْحِجَازِ مِنْ بَنِي نَصْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، أَوْ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ.
31 - حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ شَيْخٍ لَهُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: لَمَّا حُضِرَ بِشْرُ بْنُ مَرْوَانَ قَالَ: وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ عَبْدًا حَبَشِيًّا لِشرِّ أَهْلِ الْمَدِينَةِ عمالَةً، أَرْعَى عَلَيْهِمْ غَنَمَهُمْ، وَأَنِّي لَمْ أَكُنْ فِيمَا كُنْتُ فِيهِ, فَقَالَ شَقِيقٌ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَهُمْ يَفِرُّونَ إِلَيْنَا وَلاَ نَفِرُّ إِلَيْهِمْ إِنَّهُمْ لَيَرَوْنَ فِينَا عِبَرًا وَإِنَّا لَنَرَى فِيهِمْ غِيَرًا.

الصفحة 201