كتاب المتمنين لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

66 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الثَّقَفِيُّ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَمْرِو بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَمْرِو بْنِ سَلَمَةَ، أَنَّ عَائِشَةَ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ شَجَرَةً، وَوَاللهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ مَدَرَةً، وَوَاللهِ لَوَدِدْتُ أَنَّ اللَّهَ لَمْ يَخْلُقْنِي شَيْئًا.
67 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ ثَكِلْتُ عَشَرَةً كُلُّهُمْ مِثْلُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، وَأَنِّي لَمْ أَسِرْ مَسِيرِي الَّذِي سِرْتُ.
68 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَمْرٍو الثَّقَفِيِّ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: لأَنْ أَكُونَ جَلَسْتُ عَنْ مَسِيرِي، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي عَشَرَةٌ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلُ وَلَدِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ.
69 - قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ: حَدَّثَنِي مَنْبُوذٌ أَبُو هَمَّامٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعِيسَى بْنِ وَرْدَانَ, وَكَانَ يَتَنَفَّسُ تَنفُّسًا مُنْكَرًا, فَقُلْتُ: مَا غَايَةُ شَهْوَتِكَ مِنَ الدُّنْيَا؟ فَبَكَى، ثُمَّ قَالَ: أَشْتَهِي أَنْ يَنْفَرِجَ لِي عَنْ صَدْرِي، فَأَنْظُرَ إِلَى قَلْبِي، مَاذَا صَنَعَ الْقُرْآنُ فِيهِ وَمَا نَكَأَ، وَكَانَ عِيسَى إِذَا قَرَأَ شَهِقَ حَتَّى أَقُولَ: الآنَ تَخْرُجُ نَفْسُهُ.
70 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي شُعَيْبُ بْنُ مُحْرِزٍ، حَدَّثَنَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ السُّلَيْمِيِّ: مَا تَشْتَهِي؟ فَبَكَى ثُمَّ قَالَ: أَشْتَهِي وَاللَّهِ يَا أَبَا بِشْرٍ، أَنْ أَكُونَ رَمَادًا، لاَ يَجْتَمِعُ مِنْهُ سَفَّهٌ أَبَدًا فِي الدُّنْيَا وَلاَ فِي الآخِرَةِ، قَالَ: فَأَبْكَانِي وَاللَّهِ، وَعَلِمْتُ أَنَّهُ إِنَّمَا أَرَادَ النَّجَاةَ، مِنْ عُسْرِ يَوْمِ الْحِسَابِ.
71 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الأَزْرَقُ النَّوَّاءُ، حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ السُّلَيْمِيِّ: مَا تَشْتَهِي؟ فَقَالَ: أَشْتَهِي أَنْ أَبْكِيَ حَتَّى لاَ أَقْدِرَ عَلَى أَنْ أَبْكِيَ، قَالَ: فَكَانَ يَبْكِي اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، وَكَانَتْ دُمُوعُهُ سَائِلَهً عَلَى وَجْهِهِ.

الصفحة 209