كتاب المتمنين لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

114 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ، قَالَ: شَهِدْتُ عَطَاءً السُّلَيْمِيَّ يَتَمَنَّى الْمَوْتَ، فَقَالَ لَهُ عَطَاءٌ الأَزْرَقُ: لاَ تَتَمَنَّ الْمَوْتَ، فَإِنَّ قَتَادَةَ، حَدَّثَنَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لاَ يَتَمَنَّ أَحَدٌ الْمَوْتَ فَقَالَ عَطَاءٌ: إِنَّمَا يُرِيدُ الْحَيَاةَ مَنْ يَزْدَادُ خَيْرًا، فَأَمَّا مَنْ يَزْدَادُ شَرًّا، فَمَا يَصْنَعُ بِالْحَيَاةِ؟.
115 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ، حَدَّثَنِي نُعَيْمُ بْنُ مُوَرِّعٍ، قَالَ: أَتَيْتُ عَطَاءً السُّلَيْمِيَّ مَرَّةً فِي عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا، فَإِذَا شَيْخٌ أَرْمَصُ الْعَيْنَيْنِ فِي جُبَّةِ صُوفٍ، نَائِمٌ عَلَى رُمَيْلَةٍ بَيْنَ يَدَيْ بَابِهِ، قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا زَالَ يَتَمَلْمَلُ عَلَيْهَا، وَيَقُولُ: وَيْلَ عَطَاءٍ لَيْتَ أُمَّ عَطَاءٍ، لَمْ تَلِدْهُ فَوَاللَّهِ مَا زَالَ كَذَلِكَ، حَتَّى نَظَرْنَا إِلَى الشَّمْسِ، قَدْ طَفَلَتْ لِلْغُرُوبِ، فَذَكَرْنَا بُعْدَ مَنَازِلِنَا، فَقُمْنَا وَتَرَكْنَاهُ.
116 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْقَسْرِيُّ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: مَرَرْتُ بِكَلْبٍ مَيِّتٍ، فَقُلْتُ: اسْتَرَحْتَ لَيْسَ عَلَيْكَ حِسَابٌ.
117 - حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ الْوَاسِطِيُّ، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ قَالَ: كُنَّا عَنْدَ عَلِيِّ بْنِ زُفَرَ يَوْمًا، فَقَالَ: اسْتَرَاحَتِ الطَّيْرُ فِي السَّمَاءِ، وَالْحِيتَانُ فِي الْبِحَارِ، وَالْوَحْشُ فِي الْقِفَارِ، وَأَنَا مُرْتَهَنٌ بِعَمَلِي.
118 - وَبَلَغَنِي أَنَّ فُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ، وَقَفَ عَلَى حِمَارٍ مَيِّتٍ، فَقَالَ: لَيْتَنِي مِثْلُ هَذَا وَبَكَى، ثُمَّ بَكَى.

الصفحة 219