كتاب المتمنين لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

147 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْعِجْلِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، قَالَ: مَرَّ سُلَيْمَانُ بْنُ صُرَدَ، بِأُمِّي، فَطَلَبَ مَاءً لِيَتَوَضَّأَ بِهِ، فَأَتَتْهُ الْجَارِيَةُ بِمَاءٍ، فَمَرُّوا بِرَجُلٍ مَجْلُودٍ، يَقُولُ: أَنَا وَاللَّهِ مَظْلُومٌ، فَقَالَ: يَا هَذِهِ، لِمِثْلِ هَذَا كَانَ زَوْجُكِ يَتَمَنَّى الْمَوْتَ.
148 - حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ مَحْبُوبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْفَيْضَ بْنَ إِسْحَاقَ، قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ بْنُ قَتَادَةَ الْمَرْعَشِيُّ: يَنْبَغِي لَكَ لَوْ أَنَّكَ لَمْ تَعْصِ اللَّهَ طَرْفَةَ عَيْنٍ، أَنْ تَمَنَّى أَنَّكَ لَمْ تُخْلَقْ.
149 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: تَمَنَّى عَبْدُ اللهِ، لأَهْلِهِ وَلِنَفْسِهِ الْمَوْتَ، فَقِيلَ لَهُ: تَمَنَّيْتَ لأَهْلِكَ، فَلِمَ تَمَنَّيْتَ لِنَفْسِكَ؟ فَقَالَ: لَوْ أَنِّي أَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَبْقُونَ عَلَى حَالِكُمْ هَذِهِ، لَتَمَنَّيْتُ أَنْ أَعِيشَ، فَذَكَرَ عِشْرِينَ سَنَةً.
150 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي النَّضْرِ، حَدَّثَنِي أَبُو النَّضْرِ، عَنِ الأَشْجَعِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، قَالَ: كَانَ مِنْ دُعَاءٍ لِي، أَوْ مِنْ دُعَائِي أَنْ لاَ أَمُوتَ فَجْأَةً، فَأَمَّا الْيَوْمَ فَوَدِدْتُ أَنَّهُ قَدْ كَانَ.
151 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي النَّضْرِ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيَّ، وَهُوَ يَقُولُ: لأَنَا إِلَى مَنْ فِي بَطْنِهَا أَشْوَقُ مِنِّي إِلَى مَنْ عَلَى ظَهْرِهَا.
152 - حَدَّثَنِي نُوحُ بْنُ حَبِيبٍ، حَدَّثَنَا الْمُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ، دُعِيَ بِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيُقَالُ لَهُ: كَيْفَ مَنْزِلُكَ وَمَقِيلُكَ؟ فَيَقُولُ: خَيْرُ مَنْزِلٍ وَخَيْرُ مَقِيلٍ، فَيُقَالَ لَهُ: هَلْ تَتَمَنَّى شَيْئًا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ, أَتَمَنَّى أَنْ أُرَدَّ إِلَى الدُّنْيَا، فَأُقْتَلَ فِي سَبِيلِكَ، لِمَا يَرَى مِنْ فَضْلِ الشَّهَادَةِ ثُمَّ يُدْعَى بِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَيُقَالُ لَهُ: كَيْفَ وَجَدْتَ مَنْزِلَكَ وَمَقِيلَكَ؟ فَيَقُولُ: شَرُّ مَنْزِلٍ وَشَرُّ مَقِيلٍ، فَيُقَالُ لَهُ: هَلْ تَفْتَدِي بِشَيْءٍ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ فَيُقَالَ: كَمْ؟ فَيَقُولُ بِمِلْءِ الأَرْضِ ذَهَبًا، فَيُقَالُ لَهُ: كَذَبْتَ، قَدْ سُئِلْتَ أَقَلَّ مِنْ هَذَا فَلَمْ تَفْعَلْ فَيُرَدُّ هَذَا إِلَى الْجَنَّةِ، وَهَذَا إِلَى النَّارِ.

الصفحة 226