كتاب مجابو الدعوة لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

47 - وَحَدَّثَنِي أَبِي وَغَيْرُهُ، عَنْ رَوْحِ بْنِ عُبَادَةَ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ، حَدَّثَنِي صِلَةُ بْنُ أَشْيَمَ قَالَ: كُنْتُ أَسِيرُ بِهَذِهِ الأَهْوَازِ، إِذْ جُعْتُ جُوعًا شَدِيدًا، فَلَمْ أَجِدْ أَحَدًا يَبِيعُنِي طَعَامًا، فَجَعَلْتُ أَتَحَرَّجُ أَنْ أُصِيبَ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الطَّرِيقِ شَيْئًا فَبَيْنَا أَنَا أَسِيرُ إِذْ دَعَوْتُ رَبِّي، فَاسْتَطْعَمْتُ، فَسَمِعْتُ وَجْبَةً خَلْفِي، فَإِذَا أَنَا بِثَوْبٍ أَوْ مِنْدِيلٍ فِيهِ دَوْخَلَةٌ مَلأَى رُطَبًا، فَأَخَذْتُهُ وَرَكِبْتُ دَابَّتِي، فَأَكَلْتُ حَتَّى شَبِعْتُ، فَأَدْرَكَنِي الْمَسَاءُ، فَنَزَلَتْ إِلَى رَاهِبٍ فِي دَيْرٍ لَهُ، فَحَدَّثْتُهُ الْحَدِيثَ، فَاسْتَطْعَمَنِي مِنَ الرُّطَبِ، فَأَطْعَمْتُهُ رُطَبَاتٍ قَالَ ثُمَّ إِنِّي مَرَرْتُ عَلَى ذَلِكَ الرَّاهِبِ بَعْدَ زَمَانٍ فَإِذَا نَخْلاَتٌ حِسَانٌ حِمَالٌ، فَقَالَ: إِنَّهُنَّ مِنْ رُطَبَاتِكَ الَّتِي أَطْعَمْتَنِي وَجَاءَ بِالثَّوْبِ إِلَى أَهْلِهِ، فَكَانَتِ امْرَأَتُهُ تُرِيهِ النَّاسَ.
48 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ شَقِيقٍ مُجَابَ الدَّعْوَةِ، فَكَانَتْ تَمُرُّ بِهِ السَّحَابَةُ، فَيَقُولُ: اللَّهُمَّ لاَ تَجُوزُ مَوْضِعَ كَذَا وَكَذَا حَتَّى تُمْطِرَ فَلاَ تَجُوزُ ذَلِكَ الْمَوْضِعَ حَتَّى تُمْطِرَ.
49 - أَخْبَرَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكُوفِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي أَبَانَ بْنِ دَارِمٍ يُقَالُ لَهُ زُرْعَةُ، شَهِدَ قَتْلَ الْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَرَمَى الْحُسَيْنَ بِسَهْمٍ، فَأَصَابَ حَنَكَهُ، فَجَعَلَ يَتَلَقَّى الدَّمَ يَقُولُ: هَكَذَا إِلَى السَّمَاءِ فَيَرْمِي بِهِ، وَذَلِكَ أَنَّ الْحُسَيْنَ دَعَا بِمَاءٍ لِيَشْرَبَ، فَلَمَّا رَمَاهُ حَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمَاءِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ ظَمِّئْهُ، اللَّهُمَّ ظَمِّئْهُ قَالَ: فَحَدَّثَنِي مَنْ شَهِدَهُ وَهُوَ يَمُوتُ، وَهُوَ يَصِيحُ مِنَ الْحَرِّ فِي بَطْنِهِ، وَالْبَرْدِ فِي ظَهْرِهِ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ الْمَرَاوِحُ وَالثَّلْجُ، وَخَلْفَهُ الْكَانُونُ، وَهُوَ يَقُولُ: اسْقُونِي أَهْلَكَنِي الْعَطَشُ، فَيُؤْتَى بِعُسٍّ عَظِيمٍ فِيهِ السَّوِيقُ أَوِ الْمَاءُ وَاللَّبَنُ، لَوْ شَرِبَهُ خَمْسَةٌ لَكَفَاهُمْ قَالَ: فَيَشْرَبُهُ، ثُمَّ يَعُودُ، فَيَقُولُ: اسْقُونِي أَهْلَكَنِي الْعَطَشُ، قَالَ: فَانْقَدَّ بَطْنُهُ كَانْقِدَادِ الْبَعِيرِ.

الصفحة 255