كتاب مجابو الدعوة لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

58 - حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَارِثِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: خَرَجَ قَوْمٌ غَزَاةً، وَخَرَجَ مَعَهُمْ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، وَكَانَتْ صَائِفَةً، فَبَيْنَا هُمْ يَسِيرُونَ فِي السَّاقَةِ قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَشْتَهِي جُبْنًا رَطِبًا فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ: اسْتَطْعِمُوهُ يُطْعِمْكُمْ، فَإِنَّهُ لَقَادِرٌ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فَدَعَا الْقَوْمُ فَلَمْ يَسْيِرُوا إِلاَّ قَلِيلاً حَتَّى وَجَدُوا مِكْتَلاً مِخْيَطًا، كَأَنَّمَا أُتِيَ بِهِ مِنَ أو الرَّوْحَاءِ، فَإِذَا هُوَ جُبْنٌ رطب فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: لَوْ كَانَ عَسَلاً؟ فَقَالَ مُحَمَّدٌ: فَإِنَّ الَّذِي أَطْعَمَكُمْ جُبْنًا هَاهُنَا قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُطْعِمَكُمْ عَسَلاً، فَاسْتَطْعِمُوا يُطْعِمْكُمْ فَدَعَا الْقَوْمُ، فَسَارُوا قَلِيلاً، فَوَجَدُوا قَافِزَةَ عَسَلٍ عَلَى الطَّرِيقِ، فَنَزَلُوا فَأَكَلُوا وَحَمِدُوا رَبَّهُمْ وَشَكَرُوا.
59 - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ وَغَيْرُهُ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، فَقَالَ: يَا أَبَا الْحَسَنِ، مُرْ قَائِدَكَ فَيَذْهَبُ بِكَ، فَتنْظُرُ إِلَى وَجْهِ هَذَا الرَّجُلِ وَإِلَى جَسَدِهِ فَانْطَلَقَ فَإِذَا وَجْهُهُ وَجْهُ زِنْجِيٍّ، وَجَسَدُهُ أَبْيَضُ فَقَالَ سَعِيدٌ: إِنِّي أَتَيْتُ عَلَى هَذَا وَهُوَ يَسُبُّ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ وَعَلِيًّا رحمة الله عليهم، فَنَهَيْتُهُ، فَأَبَى، فَقُلْتُ: إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَسَوَّدَ اللَّهُ وَجْهَكَ، فَخَرَجَتْ مِنْ وَجْهِهِ قُرْحَةٌ فَاسْوَدَّ وَجْهُهُ.
60 - حَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي الْمُحَيَّاةِ التَّيْمِيِّ، حَدَّثَنِي مُؤَذِّنُ عَكَّا قَالَ: خَرَجْتُ إِلَى مُكْرَانَ أَنَا وَعَمِّي وَكَانَ مَعَنَا رَجُلٌ يَسُبُّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَنَهَيْنَاهُ فَلَمْ يَنْتَهِ، فَقُلْنَا: اعْتَزِلْنَا، فَاعْتَزَلَنَا فَلَمَّا دَنَا خُرُوجُهُمَا تَذَمَّمْنَا، فَقُلْنَا: لَوْ صَحِبَنَا حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى الْكُوفَةِ؟ فَلَقِيَنَا غُلاَمَهُ، فَقُلْنَا لَهُ: قُلْ لِمَوْلاَكَ يَعُودُ إِلَيْنَا، فَقَالَ: إِنَّ مَوْلاَيَ حَدَثَ لَهُ أَمْرٌ عَظِيمٌ، قَدْ مُسِخَتْ يَدَاهُ يَدَيْ خِنْزِيرٍ، قَالَ: فَأَتَيْنَاهُ، فَقُلْنَا: ارْجِعْ إِلَيْنَا، فَقَالَ: إِنَّهُ حَدَثَ لِي أَمْرٌ عَظِيمٌ، فَأَخْرَجَ ذِرَاعَيْهِ، فَإِذَا هُمَا ذِرَاعَا خِنْزِيرٍ قَالَ: فَصَحِبَنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى قَرْيَةٍ مِنْ قُرَى السَّوَادِ كَثِيرَةِ الْخَنَازِيرِ، فَلَمَّا رَآهَا صَاحَ صَيْحَةً وَوَثَبَ فَمُسِخَ خِنْزِيرًا، وَخَفِيَ عَلَيْنَا، فَجِئْنَا بِغُلاَمِهِ وَمَتَاعِهِ إِلَى الْكُوفَةِ.

الصفحة 259