كتاب مجابو الدعوة لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

82 - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ غَيْلاَنَ بْنِ جَرِيرٍ قَالَ: حُبِسَ ابْنُ أَخٍ لِمُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، فَلَبِسَ خُلْقَانَ بَنَاتِهِ، وَأَخَذَ عُكَّازًا بِيَدِهِ، فَقِيلَ: مَا هَذَا؟ قَالَ: أَسْتَكِينُ لِرَبِّي لَعَلَّهُ أَنْ يُشفعنِي فِي ابْنِ أَخِي.
83 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: كَانَ مُطَرِّفٌ مُجَابَ الدَّعْوَةِ، أَرْسَلَهُ رَجُلٌ يَخْطُبُ لَهُ، فَذَكَرَهُ لِلْقَوْمِ فَأَبَوْهُ، فَذَكَرَ نَفْسَهُ فَزَوَّجُوهُ، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ فِي ذَلِكَ: بَعَثْتُكَ لِتَخْطُبَ لِي، خَطَبْتَ لِنَفْسِكَ؟ قَالَ: قَدْ بَدَأْتُ لَكَ، قَالَ: كَذَبْتَ، قَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ كَذَبَ عَلَيَّ فَأَرِنِي فِيهِ قَالَ: فَمَاتَ مَكَانَهُ، فَاسْتَعْدَوْا عَلَيْهِ الأَمِيرَ، فَقَالَ لَهُمُ: ادْعُوا أَنْتُمْ أَيْضًا كَمَا دَعَا عَلَيْهِ.
84 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي رَاشِدٌ أَبُو يَحْيَى بْنُ رَاشِدٍ، حَدَّثَنِي عِصَامُ بْنُ زَيْدٍ - رَجُلٌ مِنْ مُزَيْنَةَ - قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنَ الْخَوَارِجِ يَغْشَى مَجْلِسَ الْحَسَنِ فَيُؤْذِيهِمْ، فَقِيلَ لِلْحَسَنِ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، أَلاَ تُكَلِّمُ الأَمِيرَ حَتَّى يَصْرِفَهُ عَنَّا؟ قَالَ: فَسَكَتَ عَنْهُمْ قَالَ: فَأَقْبَلَ ذَاتَ يَوْمٍ وَالْحَسَنُ جَالِسٌ مَعَ أَصْحَابِهِ، فَلَمَّا رَآهُ قَالَ: اللَّهُمَّ قَدْ عَلِمْتَ أَذَاهُ لَنَا، فَاكْفِنَاهُ بِمَا شِئْتَ قَالَ: فَخَرَّ الرَّجُلُ وَاللَّهِ مِنْ قَامَتِهِ، فَمَا حَلَّ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ مَيِّتًا عَلَى سَرِيرٍ فَكَانَ الْحَسَنُ إِذَا ذَكَرَهُ، بَكَى، وَقَالَ لِلنَّاسِ: مَا كَانَ أَغَرَّهُ بِاللَّهِ.

الصفحة 267