كتاب مجابو الدعوة لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

85 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَرْمِيُّ، حَدَّثَنِي الْحَجَّاجُ بْنُ صَفْوَانَ بْنِ أَبِي يَزِيدَ قَالَ: وَشَى رَجُلٌ بِبُسْرِ بْنُ سَعِيدٍ إِلَى الْوَلِيدِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ الْوَلِيدُ وَالرَّجُلُ عِنْدَهُ، قَالَ: فَجِيءَ بِهِ تَرْعَدُ فَرَائِصُهُ، فَأُدْخِلَ عَلَيْهِ، فَسَأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ، فَأَنْكَرَهُ بُسْرٌ، وَقَالَ: مَا فَعَلْتُ فَالْتَفَتَ الْوَلِيدُ إِلَى الرَّجُلِ، فَقَالَ: يَا بُسْرُ، هَذَا يَشْهَدُ عَلَيْكَ بِذَلِكَ فَنَظَرَ إِلَيْهِ بُسْرٌ، وَقَالَ أَهَكَذَا؟ فَقَالَ: نَعَمْ فَنَكَّسَ رَأْسَهُ، وَجَعَلَ يَنْكُثُ فِي الأَرْضِ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ قَدْ شَهِدَ بِمَا قَدْ عَلِمْتَ أَنِّي لَمْ أَقُلْهُ، اللَّهُمَّ فَإِنْ كُنْتُ صَادِقًا فَأَرِنِي بِهِ عَلَى مَا قَالَ فَانْكَبَّ الرَّجُلُ عَلَى وَجْهِهِ، فَلَمْ يَزَلْ يَضْطَرِبُ حَتَّى مَاتَ.
86 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، وَمَعَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ، وَحَبِيبٌ أَبُو مُحَمَّدٍ، فَجَاءَ رَجُلٌ فَكَلَّمَ مَالِكًا وَأَغْلَظَ لَهُ فِي قِسْمَةٍ قَسَمَهَا، وَقَالَ: وَضَعْتَهَا فِي غَيْرِ حَقِّهَا، وَتَتَبَّعْتَ بِهَا أَهْلَ مَجْلِسِكَ وَمَنْ يَغْشَاكَ، لِيَكْثُرَ غَاشِيكَ، وَتَصْرِفَ إِلَيْكَ الْوُجُوهَ قَالَ: فَبَكَى مَالِكٌ وَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أَرَدْتُ هَذَا، قَالَ: بَلَى وَاللَّهِ لَقَدْ أَرَدْتَهُ فَجَعَلَ مَالِكٌ يَبْكِي، ورجل يغلظ له فلما كثر ذلك عليهم رفع حبيب يديه إلى السماء ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا قَدْ شَغَلَنَا عَنْ ذِكْرِكَ فَأَرِحْنَا مِنْهُ كَيْفَ شِئْتَ قَالَ: فَسَقَطَ وَاللَّهِ الرَّجُلُ عَلَى وَجْهِهِ مَيِّتًا، فَحُمِلَ إِلَى أَهْلِهِ عَلَى سَرِيرٍ قَالَ: وكان يُقَالُ: إِنَّ أَبَا إِسْحَاقَ مُجَابُ الدَّعْوَةِ.

الصفحة 268