كتاب مجابو الدعوة لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

104 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي شُعَيْبُ بْنُ مُحْرِزٍ قَالَ: ذُكِرَ لِي فِي زَمَانِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْعَبَّاسِ أَنَّ امْرَأَةً كَانَتْ عَمْيَاءَ، فَصَحَتْ عَيْنُهَا لَيْلَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ قَالَ: فَأَتَيْتُهَا عِنْدَ دَارِ مُوسَى الْمُحْتَسِبِ بِالْبَصْرَةِ، فَقَالَتِ: اجْلِسْ حَتَّى أَخْرُجَ إِلَيْكَ، فَخَرَجَتْ فَصَفَقَتِ الْبَابَ عَلَى خَدِّهَا، وَأَخْرَجَتْ إِلَيَّ عَيْنَهَا كَأَنَّهَا عَيْنُ غَزَالٍ لَيْسَ بِهَا شَيْءٌ فَقُلْتُ لَهَا: يَا أَمَةَ اللهِ، بِأَيِّ شَيْءٍ دَعَوْتِ رَبَّكِ؟ قَالَتْ: صَلَّيْتُ أَوَّلَ اللَّيْلِ فِي مَسْجِدِ الْحَيِّ، حَتَّى إِذَا كَانَ فِي السَّحَرِ، قُمْتُ فِي مَسْجِدِ بَيْتِي، فَدَعَوْتُ رَبِّي فَقُلْتُ: يَا كَاشِفَ ضُرِّ أَيُّوبَ، يَا مَنْ رَحِمَ شَيْبَةَ يَعْقُوبَ، يَا مَنْ رَدَّ يُوسُفَ عَلَى يَعْقُوبَ، رُدَّ عَلَيَّ بَصَرِي قَالَتْ: فَكَأَنَّمَا إِنْسَانٌ جَرَّدَ عَيْنِي فَأَبْصَرْتُ.
105 - حَدَّثَنِي الْعَلاَءُ بْنُ مَسْلَمَةَ التَّمِيمِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ , حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، أَنَّ أَخًا لَهُ رَكِبَ الْبَحْرَ، فَقَامَ فِي بَعْضِ الأَيَّامِ لِيَتَوَضَّأُ، فَزَلَّتْ رِجْلُهُ، فَوَقَعَ فِي الْبَحْرِ، فَجَاءَتْ مَوْجَةٌ، فَغَمَرَتْهُ حَتَّى لَمْ يُرَ مِنْهُ شَيْءٌ، ثُمَّ جَاءَتْ أُخْرَى فَرَفَعَتْهُ، فَقَالَ: يَا حَيُّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ فَأُجِيبَ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، هَا أَنَا ذَا قَدْ جِئْتُكَ فَإِذَا آتٍ قَدْ جَاءَ، فَاحْتَمَلَهُ حَتَّى وَضَعَهُ فِي الْمَرْكَبِ
106 - حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الأَزْهَرِ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ نَجِيحٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شُرَيْحٍ، أَنَّ رَجُلاً كَانَ فِي مَرْكَبٍ فِي وَسَطِ الْبَحْرِ فِي لَيْلَةٍ مُظْلِمَةٍ، وَرِيحٍ شَدِيدَةٍ، إِذْ قَامَ يَتَوَضَّأُ، فَزَلَّتْ رِجْلُهُ، فَذَهَبَ بِهِ الْمَوْجُ، فَقَالَ أَصْحَابُهُ: أَدْرِكُوهُ، فَقَالَ النَّوْطَسُ: وَاللَّهِ لَوْ نَزَلَ مَلَكٌ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ، مَا قَدَرَ عَلَى أَنْ يَسْتَخْرِجَهُ ولا يخرج منه أبدًا قال فَبَعَثَ اللَّهُ مَلَكًا فَاحْتَمَلَهُ، فَكَانَ يَسِيرُ بِهِ فِي الْبَحْرِ إِلَى جَنْبِ الْمَرْكَبِ فَلَمَّا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ، قَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ يَتَوَضَّأُ، فَمَدَّ إِلَيْهِ يَدَهُ ، فَقَالَ: يَا فُلاَنُ، امْسِكْ بِيَدِي، فَعَجِبُوا مِنْهُ، فَقَالَ: مَا خَفِي عَلَيَّ شَيْءٌ مِنْ حَدِيثِكُمْ فِي لَيْلَتِكُمْ هَذِهِ، وَمَا زِلْتُ أَسِيرُ مَعَكُمْ وَحَامِلٌ يَحْمِلُنِي لاَ أَجِدُ أَذًى لِشَيْءٍ مِمَّا أَنَا فِيهِ، حَتَّى صَعِدْتُ إِلَيْكُمْ

الصفحة 274