كتاب مجابو الدعوة لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

122 - حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مَسْلَمَةَ الرَّمْلِيُّ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ، عَنِ السُّدِّيِّ بْنِ يَحْيَى، خَرَجَ أَبُو قِلاَبَةَ حَاجًّا، فَتَقَدَّمَ أَصْحَابَهُ فِي يَوْمِ صَيْفٍ وَهُمْ صِيَامٌ، فَأَصَابَهُ عَطَشٌ شَدِيدٌ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ تُذْهِبَ عَطَشِي مِنْ غَيْرِ فِطْرٍ فَأَطْلَعَتْهُ سَحَابَةٌ فَأَمْطَرَتْ عَلَيْهِ حَتَّى بَلَّتْ ثَوْبَهُ، وَذَهَبَ الْعَطَشُ عَنْهُ.
123 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ قَالَ: كَانَ مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ يَحُجُّ كُلَّ سَنَةٍ، وَيَحُجُّ مَعَهُ رِجَالٌ مِنْ إِخْوَانِهِ تَعَوَّدُوا ذَلِكَ، فَأَبْطَأَ عَامًا مِنْ تِلْكِ الأَعْوَامِ حَتَّى كَانَتْ أَيَّامُ الْحَجِّ، فَقَالْ لأَصْحَابِهِ: اخْرُجُوا، فَقَالُوا: كَيْفَ وَاللَّهِ أَبَا عَبْدِ اللهِ تَأْمُرُنَا أَنْ نَخْرُجَ وَقَدْ ذَهَبَ وَفْدُ الْحَجِّ؟ فَأَبَى عَلَيْهِمْ إِلاَّ أَنْ يَخْرُجُوا فَفَعَلُوا اسْتِحْيَاءً فَأَصَابَهُمْ حِينَ جَنَّ عَلَيْهِمُ اللَّيْلُ إِعْصَارٌ شَدِيدٌ حَتَّى كَادَ لاَ يَرَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا إِلَى أَنْ نَامُوا، فَأَصْبَحُوا وَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَى جِبَالِ تِهَامَةَ، فَحَمِدُوا اللَّهَ تَعَالَى، فَقَالَ: وَمَا تَعْجَبُونَ مِنْ هَذَا؟ هِيَ قُدْرَةُ اللهِ تَعَالَى.
124 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَمِيرَةَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ السَّيْبَانِيِّ قَالَ: قَحَطَ الْمَطَرُ فِي زَمَنِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، فَخَرَجُوا يَسْتَسْقُوا فَلَمْ يُصِيبْهُمْ سَحَابٌ وَلاَ مَطَرٌ، فَقَالَ يَزِيدُ لِلضَّحَاكِ بْنِ الأَسْوَدِ: قُمْ فَاسْتَسْقِ لَنَا، فَقَامَ وَكَشَفَ عَنْ ذِرَاعَيْهِ وَأَلْقَى بِرَأْسِهِ، وَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّ هَؤُلاَءِ يَسْتَشْفِعُونَ بِي إِلَيْكَ فَاسْقِهِمَا فَلَمْ يَدْعُ إِلاَّ بِهَا حَتَّى أَصَابَهُمْ مَطَرٌ، كَادُوا أَنْ يَغْرَقُوا مِنْهُ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ هَذَا سُهْدٌ لِي فَأَرِحْنِي مِنْهُ فَمَا لَبِثَ إِلاَّ جُمْعَةً حَتَّى مَاتَ.
125 - حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ الأَسَدِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْمِعْوَلِيُّ سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ أَبِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ أَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ: جِيءَ بِحَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، وَسَعِيدِ بْنِ حَبِيبٍ، وَطَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ - يُرَادُ بِهِمُ الْحَجَّاجُ - قَالَ: فَأَصَابَهُمْ عَطَشٌ وَخَوْفٌ، فَقَالَ سَعِيدٌ لِحَبِيبٍ: ادْعُ اللَّهَ، فَقَالَ لَهُ حَبِيبٌ: إِنِّي أَرَاكَ أَوْجَهَ مِنِّي قَالَ: فَدَعَا سَعِيدٌ وَأَمَّنَ صَاحِبُهُ، فَرُفِعَتْ سَحَابَةٌ فَمُطِرُوا، فَشَرِبُوا وَسَقَوْا وَاسْتَسْقَوْا.

الصفحة 279