كتاب محاسبة النفس لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

37 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُلَيَّةَ، قَالَ: بَلَغَنِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ، قَالَ: لَوْ كَانَ لِلذُّنُوبِ رِيحٌ مَا قَدَرَ أَحَدٌ أَنْ يَجْلِسَ إِلَيَّ.
38 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِيسَى الطُّفَاوِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزَّرَّادُ، قَالَ: رَأَى مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ ابْنًا لَهُ وَهُوَ يَخْطِرُ بِيَدِهِ فَقَالَ: وَيْحَكَ تَعَالَ أَتَدْرِي مَنْ أَنْتَ؟ أُمُّكَ اشْتَرَيْتُهَا بِمِائَتَيْ دِرْهَمٍ، وَأَبُوكَ فَلاَ أَكْثَرَ اللَّهُ فِي الْمُسْلِمِينَ مِثْلَ ضَرَبِهِ أَوْ قَالَ نَحْوَهُ.
39 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، سَمِعْتُ جَسْرًا أَبَا جَعْفَرٍ، يَقُولُ: رَأَى رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ كَأَنَّ مُنَادِيًا يُنَادِي مِنَ السَّمَاءِ خَيْرُ رَجُلٍ بِالْبَصْرَةِ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ.
40 - حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، عَنْ أَبِي أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الْوَزَّاعِ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، وَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: لاَ نَزَالُ بِخَيْرٍ مَا أَبْقَاكَ لَنَا اللَّهُ قَالَ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ وَمَا يُدْرِيكَ مَا يُغْلِقُ عَلَيْهِ ابْنُ أَخِيكَ بَابَهُ؟.
41 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنِي صُبَيْحٌ الْفُرْغَانِيُّ، وَكَانَ مِنَ الْعَابِدِينَ، حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنِ الْجِلْدِ بْنِ أَيُّوبَ، قَالَ: كَانَ عَابِدٌ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى صَوْمَعَتِهِ مُنْذُ سِتِّينَ سَنَةً وَإِنَّهُ أُتِيَ فِي مَنَامِهِ فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ فُلاَنًا الإِسْكَافَ خَيْرٌ مِنْكَ فَلَمَّا انْتَبَهَ قَالَ: رُؤْيَا ثُمَّ سَكَتَ فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْقَائِلَةِ أَيْضًا رَأَى مِثْلَ ذَلِكَ فِي مَنَامِهِ فَلَمْ يَزَلْ يَرَى فِي مَنَامِهِ مِرَارًا حَتَّى تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ أَمْرٌ فَنَزَلَ مِنْ صَوْمَعَتِهِ فَأَتَى الإِسْكَافَ فَلَمَّا رَآهُ الإِسْكَافُ قَامَ مِنْ عَمَلِهِ وَتَلَقَّاهُ وَجَعَلَ يَمْسَحُ بِهِ فَقَالَ لَهُ: مَا أَنْزَلَكَ مِنْ صَوْمَعَتِكَ؟ قَالَ: أَنْتَ أَنْزَلْتَنِي أَخْبِرْنِي مَا عَمَلُكَ؟ فَكَأَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يُخْبِرَهُ ثُمَّ قَالَ: أَجَلْ أَعْمَلُ النَّهَارَ وَأَكْسَبُ شَيْئًا فَمَا رَزَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ أَتَصَدَّقُ بِنِصْفِهِ وَآكُلُ مَعَ عِيَالِي النِّصْفَ وَأَصُومُ النَّهَارَ فَانْطَلَقَ مِنْ عِنْدِهِ فَلَمَّا كَانَ بَعْدُ أَيْضًا قِيلَ لِلرَّاهِبِ: سَلْهُ مِمَّ صُفْرَةُ وَجْهِكَ؟ فَأَتَاهُ فَقَالَ: مِمَّ صُفْرَةُ وَجْهِكَ؟ فَقَالَ: إِنِّي رَجُلٌ لاَ يَكَادُ يُرْفَعُ لِي أَحَدٌ إِلاَّ ظَنَنْتُ أَنَّهُ فِي الْجَنَّةِ وَأَنَا فِي النَّارِ وَإِنَّمَا فُضِّلَ عَلَيَّ الرَّاهِبُ بِإِزْرَائِهِ عَلَى نَفْسِهِ.

الصفحة 293