كتاب قصر الأمل لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

3 - حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ يَعْنِي الزَّعْفَرَانِيَّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ اللَّهَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي: الْهَوَى وَطُولَ الأَمَلِ فَأَمَّا الْهَوَى فَيَصُدُّ عَنِ الْحَقِّ. وَأَمَّا طُولُ الأَمَلِ فَيَصُدُّ عَنِ الآخِرَةِ. وَهَذِهِ الدُّنْيَا مُرْتَحِلَةٌ. وَهَذِهِ الآخِرَةُ قَادِمَةٌ، وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بَنُونَ، فَكُونُوا بَنِي الآخِرَةِ وَلاَ تَكُونُوا مِنْ بَنِي الدُّنْيَا، فَإِنَّكُمُ الْيَوْمَ فِي دَارِ الْعَمَلِ، وَأَنْتُمْ غَدًا فِي دَارِ جَزَاءٍ وَلاَ عَمَلَ.
4 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الآدَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، عَنِ الْوَازِعِ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أُمِّ الْمُنْذِرِ (1)، قَالَتِ: اطَّلَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ عَشِيَّةٍ إِلَى النَّاسِ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، أَمَا تَسْتَحْيُونَ مِنَ اللهِ؟ قَالُوا: وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: تَجْمَعُونَ مَا لاَ تَأْكُلُونَ، وَتَأْمُلُونَ مَا لاَ تُدْرِكُونَ، وَتَبْنُونَ مَا لاَ تَعْمُرُونَ.
_حاشية__________
(1) كذا في طبعتي دار أطلس، ودار ابن حزم، وسيأتي الحديث برقم (107) وفيه: أم المنذر.
- قال محقق طبعة دار أطلس: كذا الأصل "أم المنذر"، ولعله وهم من الناسخ, ولا أجزم به, فيكون الصواب كما في مصادر التخريج: أم الوليد بنت عمر. والله أعلم.

الصفحة 30