كتاب المحتضرين لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

48 - حَدَّثَنِي شُجَاعُ بْنُ الأَشْرَسِ بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَعَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ الْحَارِثِ الْحَضْرَمِيِّ: أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ سَلاَّمٍ قَالَ لِمَنْ حَضَرَ تَشَحُّطَ عُثْمَانَ فِي الْمَوْتِ حِينَ ضَرَبَهُ أَبُو رُومَانَ الأَضْحَى: مَاذَا كَانَ قَوْلُ عُثْمَانَ وَهُوَ يَتَشَحَّطُ؟ قَالُوا: سَمِعْنَاهُ يَقُولُ: اللَّهُمَّ اجْمَعْ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، اللَّهُمَّ اجْمَعْ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، اللَّهُمَّ اجْمَعْ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ ثَلاَثًا, قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ دَعَا اللَّهَ عَلِي تِلْكَ الْحَالِ أَنْ لاَ يَجْتَمِعُوا أَبَدًا مَا اجْتَمَعُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
49 - وَحَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ أَبِي يَحْيَى السُّلَمِيُّ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ ضَبَّةَ، أَنَّ عُثْمَانَ جَعَلَ يَقُولُ حِينَ ضُرِبَ وَالدِّمَاءُ تُسَايَلُ عَلَى لِحْيَتِهِ: {لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَعْدِيكَ عَلَيْهِمْ، وَأَسْتَعِينُكَ عَلَى جَمِيعِ أُمُورِي، وَأَسْأَلُكَ الصَّبْرَ عَلَى مَا أَبْلَيْتَنِي.
50 - حَدَّثَنِي بَشَّارُ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُثْمَانَ وَهُوَ مَحْصُورٌ, أَنَا وَرَجُلٌ مِنْ قَوْمِي, نَسْتَأْذِنُهُ فِي الْحَجِّ، فَأَذِنَ لَنَا, فَلَمَّا خَرَجْتُ اسْتَقْبَلَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ بِالْبَابِ، فَدَخَلَ وَعَلَيْهِ سِلاَحُهُ، فَرَجَعْتُ مَعَهُ، فَدَخَلَ، فَوَقَفَ بَيْنَ يَدَيْ عُثْمَانَ وَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، هَا أَنَذَا بَيْنَ يَدَيْكَ فَمُرْنِي بِأَمْرِكَ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: يَا ابْنَ أَخِي وَصَلَتْكَ رَحِمٌ، إِنَّ الْقَوْمَ مَا يُرِيدُونَ غَيْرِي، وَوَاللَّهِ لاَ أَتَوَقَّى بِالْمُؤْمِنِينَ، وَلَكِنْ أُوَقِّي الْمُؤْمِنِينَ بِنَفْسِي, فَلَمَّا سَمِعْتُ ذَلِكَ مِنْهُ قُلْتُ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنْ كَانَ مِنْ أَمْرِكَ كَوْنٌ، فَمَا تَأْمُرُ؟ قَالَ: انْظُرُوا مَا أَجْمَعَتْ عَلَيْهِ أُمَّةُ مُحَمَّدٍ، فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَجْمَعُهُمْ عَلَى ضَلاَلَةٍ، كُونُوا مَعَ الْجَمَاعَةِ حَيْثُ كَانَتْ. قَالَ بَشَّارٌ: فَحَدَّثَ بِهِ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، فَرَقَّ، وَدَمِعَتْ عَيْنُهُ وَقَالَ: رَحِمَ اللَّهُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، حُوصِرَ نَيِّفًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، لَمْ تَبْدُ مِنْهُ كَلِمَةٌ يَكُونُ لِمُبْتَدِعٍ فِيهَا حُجَّةٌ.

الصفحة 337