كتاب المحتضرين لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

92 - وَحَدَّثَنِي أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ، عَنْ إِسْحَاقَ أَبِي عُمَرَ الشَّيْبَانِيِّ قَالَ: لَمَّا احْتُضِرَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، أَبْصَرَ أَهْلَهُ يَبْكُونَ حَوْلَهُ، فَقَالَ: جَادَ عَلَيْكُمْ هِشَامٌ بِالدُّنْيَا، وَجُدْتُمْ عَلَيْهِ بِالْبُكَاءِ، وَتَرَكَ لَكُمْ مَا جَمَعَ، وَتَرَكْتُمْ عَلَيْهِ مَا حَمَلَ، مَا أَعْظَمَ مُتَقَلَّبَ هِشَامٍ إِنْ لَمْ يُغْفَرْ لَهُ.
93 - حَدَّثَنِي الْمُفَضَّلُ بْنُ غَسَّانَ، عَنْ شَيْخٍ لَهُ قَالَ: مَرَّ أَعْرَابِيٌّ بِقَبْرِ هِشَامٍ بَعْدَمَا دُفِنَ، وَخَادِمٌ لَهُ قَائِمٌ عَلَى الْقَبْرِ وَهُوَ يَقُولُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فُعِلَ بِنَا بَعْدَكَ كَذَا وَكَذَا، وَفُعِلَ بِنَا بَعْدَكَ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ لَهُ الأَعْرَابِيُّ: أَيُمْنٌ الآنَ؟ فَوَاللَّهِ أَنْ لَوْ نُشِرَ لَكَ لأَخْبَرَكَ أَنَّهُ لَفِي أَشَدَّ مِمَّا لَقِيتُمْ.
94 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مَسْرُورٍ الْخَادِمِ قَالَ: أَمَرَنِي هَارُونُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ لَمَّا احْتُضِرَ، أَنْ آتِيَهُ بِأَكْفَانِهِ, فَأَتَيْتُهُ بِهَا، فَجَعَلَ يَنْتَقِيهَا عَلَى عَيْنِهِ، ثُمَّ أَمَرَنِي فَحَفَرْتُ قَبْرَهُ، ثُمَّ أَمَرَ فَحُمِلَ إِلَيْهِ، فَجَعَلَ يَتَأَمَّلُهُ وَيَقُولُ: {مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ} وَيَبْكِي، ثُمَّ تَمَثَّلَ بِبَيْتِ شِعْرٍ.
95 - وَسَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْجَعْدِ قَالَ: لَمَّا احْتُضِرَ الْمُعْتَصِمُ جَعَلَ يَقُولُ: ذَهَبَتِ الْحِيَلُ، لَيْسَتْ حِيلَةٌ حَتَّى أُصْمِتَ.
96 - وَحَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ قُرَيْشٍ: أَنَّهُ جَعَلَ يَقُولُ: أُؤْخَذُ مِنْ بَيْنِ هَذَا الْخَلْقِ.

الصفحة 351