كتاب المحتضرين لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

107 - حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ الْمَرْوَزِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رِزْمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ: قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ أَهْلُ الْكُوفَةِ صَدَقُوا عَلَيَّ فَلاَ تُبَارِكْ لِي فِيمَا أُقْدِمُ عَلَيْهِ، وَاجْعَلْ مَرَدِّي شَرَّ مَرَدٍّ، وَإِنْ كَانُوا كَذَبُوا عَلَيَّ فَاجْعَلْهُ كَفَّارَةً لِمَا لاَ يَعْلَمُونَ مِنْ ذُنُوبِي.
108 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ مَرْوَانَ حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ وَهُوَ يَقُولُ: أَلاَ لَيْتَنِي لَمْ أَكُ شَيْئًا مَذْكُورًا، أَلاَ لَيْتَنِي كَهَذَا الْمَاءِ الْجَارِي، أَوْ كَنَابِتَةٍ مِنَ الأَرْضِ، أَوْ كَرَاعِي ثُلَّةٍ فِي طَرَفِ الْحِجَازِ مِنْ بَنِي نَصْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، أَوْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ.
109 - حَدَّثَنِي عِصْمَةُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْمُغِيرَةِ قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ مَرْوَانَ الْوَفَاةُ قَالَ: ائْتُونِي بِكَفَنِي الَّذِي تُكَفِّنُونِي فِيهِ, فَلَمَّا وُضِعَ بَيْنَ يَدَيْهِ وَلاَّهُمْ ظَهْرَهُ، فَسَمِعُوهُ وَهُوَ يَقُولُ: أُفٍّ لَكَ، أُفٍّ لَكَ, مَا أَقْصَرَ طَوِيلَكِ، وَأَقَلَّ كَثِيرَكِ.
110 - حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ شَيْخٍ لَهُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: لَمَّا حُضِرَ بِشْرُ بْنُ مَرْوَانَ قَالَ: وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ عَبْدًا حَبَشِيًّا لأَسْوَأِ أَهْلِ الْبَادِيَةِ مِلْكَةً، أَرْعَى عَلَيْهِمْ غَنَمَهُمْ، وَأَنِّي لَمْ أَكُنْ فِيمَا كُنْتُ فِيهِ, فَقَالَ شَقِيقٌ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَهُمْ يَفِرُّونَ إِلَيْنَا وَلاَ نَفِرُّ إِلَيْهِمْ، إِنَّهُمْ لَيَرَوْنَ فِينَا عِبَرًا، وَإِنَّا لَنَرَى فِيهِمْ غِيَرًا.

الصفحة 354