كتاب المحتضرين لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل
127 - حَدَّثَنِي الرَّبِيعُ بْنُ ثَعْلَبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ أَسَدِ بْنِ وَدَاعَةَ قَالَ: لَمَّا مَرِضَ حُذَيْفَةُ مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، قِيلَ لَهُ: مَا تَشْتَهِي؟ قَالَ: أَشْتَهِي الْجَنَّةَ, قَالُوا: فَمَا تَشْتَكِي؟ قَالَ: الذُّنُوبَ, قَالُوا: أَفَلاَ نَدْعُو لَكَ الطَّبِيبَ؟ قَالَ: الطَّبِيبُ أَمْرَضَنِي, لَقَدْ عِشْتُ فِيكُمْ عَلَى خِلاَلٍ ثَلاَثٍ: لَلْفَقْرُ فِيكُمْ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الْغِنَى، وَلَلضَّعَةُ فِيكُمْ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الشَّرَفِ، وَإِنَّ مَنْ حَمِدَنِي مِنْكُمْ وَلاَمَنِي فِي الْحَقِّ سَوَاءٌ, ثُمَّ قَالَ: أَصْبَحْنَا؟ أَصْبَحْنَا؟ قَالُوا: نَعَمْ, قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ صَبَاحِ النَّارِ, حَبِيبٌ جَاءَ عَلَى فَاقَةٍ, لاَ أَفْلَحَ مَنْ نَدِمَ.
128 - حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ فِي مَرَضِهِ: حَبِيبٌ جَاءَ عَلَى فَاقَةٍ, لاَ أَفْلَحَ مَنْ نَدِمَ, السِّرُّ بَعْدِي مَا أَعْلَمُ, الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي سَبَقَ بِيَ الْفِتْنَةَ، قَادَتَهَا وَعُلُوجَهَا.
129 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ رَقَبَةِ بْنِ مَسْقَلَةَ قَالَ: لَمَّا احْتُضِرَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: أَخْرِجُوا فِرَاشِي إِلَى صَحْنِ الدَّارِ، قَالَ: فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي احْتَسَبْتُ نَفْسِي عِنْدَكَ، فَإِنَّهَا أَعَزُّ الأَنْفُسِ عَلَيَّ.
130 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ الْعَتَكِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعِجْلِيُّ قَالاَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَرَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، فَقَامَ، فَدَخَلَ الْمَخْرَجَ، ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ: لَقَدْ لَفَظْتُ طَائِفَةً مِنْ كَبِدِي أُقَلِّبُهَا بِهَذَا الْعُودِ، وَلَقَدْ سُقِيتُ السُّمَّ مِرَارًا، وَمَا سُقِيتُهُ مَرَّةً أَشَدَّ مِنْ هَذِهِ, قَالَ: وَجَعَلَ يَقُولُ لِذَلِكَ الرَّجُلِ: سَلْنِي قَبْلَ أَنْ لاَ تَسْأَلَنِي, قَالَ: مَا أَسْأَلُكَ شَيْئًا, يُعَافِيكَ اللَّهُ, قَالَ: فَخَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ، ثُمَّ عُدْنَا إِلَيْهِ مِنْ غَدٍ وَقَدْ أَخَذَ فِي السَّوْقِ، فَجَاءَهُ حُسَيْنٌ حَتَّى قَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَقَالَ: أَيْ أَخِي، مَنْ صَاحِبُكَ؟ قَالَ: تُرِيدُ قَتْلَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: لَئِنْ كَانَ صَاحِبِي الَّذِي أَظُنُّ لَلَّهُ أَشَدُّ لَهُ نَقْمَةً، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ بِهِ مَا أُحِبُّ أَنْ يُقْتَلَ بَرِيئًا.
الصفحة 359