كتاب المحتضرين لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل
145 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ حِينَ ثَقُلَ، فَجَعَلَ يَقُولُ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ, قَالَ: فَلَمَّا زَادَ ثِقَلاً جَعَلَ يَنْقُصُ حَتَّى قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ, ثُمَّ قَضَى.
146 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، عَنْ عِمْرَانَ الْخَيَّاطِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ أَعُودُهُ وَهُوَ يَبْكِي، فَقُلْتُ: مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا عِمْرَانَ؟ قَالَ: أَنْتَظِرُ مَلَكَ الْمَوْتِ، لاَ أَدْرِي بِالْجَنَّةِ يُبَشِّرُنِي أَمْ بِالنَّارِ؟.
147 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْكِنْدِيُّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الشَّعْبِيِّ وَهُوَ يَشْتَكِي، فَقُلْتُ لَهُ: كَيْفَ تَجِدُكَ؟ قَالَ: أَجِدُنِي وَجِعًا مَجْهُودًا, اللَّهُمَّ إِنِّي أَحْتَسِبُ نَفْسِي عِنْدَكَ فَإِنَّهَا أَعَزُّ الأَنْفُسِ عَلَيَّ.
148 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلاَءُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَزْمُ بْنُ مَهْرَانَ، عَنِ الْحَسَنِ، أَوْ غَيْرِهِ قَالَ: عَادَ نَفَرٌ مِنَ الصَّدْرِ الأَوَّلِ رَجُلاً فَوَجَدُوهُ فِي الْمَوْتِ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ الْقَوْمِ: مَا عِنْدَكَ فِي مَصْرَعِكَ هَذَا؟ قَالَ: الرِّضَا وَالتَّسْلِيمُ لأَمْرِ اللهِ، قَالَ: فَمَا بَرِحَ الْقَوْمُ حَتَّى قَضَى, قَالَ الْحَسَنُ: عَرَفَ وَاللَّهِ أَنَّ مَوْئِلَهُمَا إِلَى خَيْرٍ.
149 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْخٌ كَانَ يَغْزُو الْبَحْرَ قَالَ: كَانَ بِالْبَصْرَةِ رَجُلٌ مِنَ الْعُبَّادِ يُقَالُ لَهُ عَزْوَانُ, فَحَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، فَقِيلَ لَهُ: مَا تَشْتَهِي؟ قَالَ: عَجَلَةَ الْمَوْتِ, قِيلَ: فَإِنْ كَانَتِ الْعَافِيَةُ؟ قَالَ: فَطُولَ هَذَا اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ.
الصفحة 363