كتاب المحتضرين لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل
170 - حَدَّثَنَا كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلاَلٍ الرَّاسِبِيُّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ: أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ اشْتَكَى، فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَصْحَابُهُ فَقَالُوا: مَا تَشْتَكِي؟ قَالَ: أَشْتَكِي ذُنُوبِي قَالُوا: فَمَا تَشْتَهِي؟ قَالَ: أَشْتَهِي الْجَنَّةَ, قَالُوا: أَفَلاَ نَدْعُو لَكَ طَبِيبًا؟ قَالَ: هُوَ أَضْجَعَنِي.
171 - حَدَّثَنِي أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ قَالَ: دَخَلَ حُدَيْرٌ السُّلَمِيُّ عَلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ يَعُودُهُ، وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ مِنْ صُوفٍ وَقَدْ عَرِقَ فِيهَا وَهُوَ نَائِمٌ عَلَى حَصِيرٍ، فَقَالَ: يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ، مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَلْبَسَ مِنَ الثِّيَابِ الَّتِي يَكْسُوكَ مُعَاوِيَةُ، وَتَتَّخِذَ فِرَاشًا؟ قَالَ: إِنَّ لَنَا دَارًا لَهَا نَعْمَلُ، وَإِلَيْهَا نَظْعَنُ، وَالْمُخِفُّ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمُثْقِلِ.
172 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَنْصُورُ بْنُ زَاذَانَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: لَمَّا حُضِرَ سَلْمَانُ بَكَى؛ فَقَالُوا: مَا يُبْكِيكَ وَأَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: مَا أَبْكِي أَسَفًا عَلَى الدُّنْيَا، وَلاَ رَغْبَةً فِيهَا، وَلَكِنْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهِدَ إِلَيْنَا عَهْدًا فَتَرَكْنَاهُ، قَالَ: لِيَكُنْ بُلْغَةُ أَحَدِكُمْ مِثْلَ زَادِ الرَّاكِبِ, قَالَ: مَا تَرَكَ بِضْعًا وَعِشْرِينَ أَوْ بِضْعًا وَثَلاَثِينَ دِرْهَمًا.
الصفحة 368