كتاب المحتضرين لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل
197 - وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنِي شُعَيْبُ بْنُ مُحْرِزٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ صُبَيْحٍ قَالَ: لَمَّا احْتُضِرَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ جَعَلَ إِخْوَانُهُ يَقُولُونَ لَهُ: أَبْشِرْ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، فَإِنَّا نَرْجُو لَكَ, فَبَكَى ثُمَّ قَالَ: يُذْهَبُ بِي إِلَى النَّارِ أَوْ يَعْفُو اللَّهُ.
198 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْقَرَنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا فَضَالَةُ بْنُ دِينَارٍ قَالَ: حَضَرَتْ مُحَمَّدَ بْنَ وَاسِعٍ وَقَدْ سُجِّيَ لِلْمَوْتِ، فَجَعَلَ يَقُولُ: مَرْحَبًا بِمَلاَئِكَةِ رَبِّي، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ, قَالَ: وَشَمَمْتُ رَائِحَةً طَيْبَةً لَمْ أَشُمَّ مِثْلَهَا, قَالَ: ثُمَّ شَخَصَ بِبَصَرِهِ فَمَاتَ.
199 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: حَدَّثَنِي حَمَّادُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَطِيَّةَ الْمَذْبُوحُ قَالَ: لَمَّا حُضِرَ أَبَا عَطِيَّةَ الْمَوْتُ جَزِعَ مِنْهُ، فَقِيلَ لَهُ: أَتَجْزَعُ مِنَ الْمَوْتِ؟ فَقَالَ: وَمَالِي لاَ أَجْزَعَ، وَإِنَّمَا هِيَ سَاعَةٌ ثُمَّ لاَ أَدْرِي أَيْنَ يُسْلَكُ بِي؟.
200 - حَدَّثَنِي أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْقُرَشِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ رَجُلٍ قَالَ: لَمَّا احْتُضِرَ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ بَكَى؛ فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: أَنْتَظِرُ رُسُلَ رَبِّي: إِمَّا لِجَنَّةٍ وَإِمَّا لِنَارٍ.
201 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ مُحْرِزٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى عَطَاءٍ السُّلَمِيِّ فِي مَرْضَةٍ مَرِضَهَا، فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ، فَأَفَاقَ، فَرَفَعَ أَصْحَابُهُ أَيْدِيهِمْ يَدْعُونَ لَهُ، فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا عُبَيْدَةَ، مُرْهُمْ فَلْيُمْسِكُوا عَنِّي، فَوَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّ رُوحِي تَرَدَّدُ بَيْنَ لَهَاتِي وَحَنْجَرَتِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَخَافَةَ أَنْ تَخْرُجَ إِلَى النَّارِ، قَالَ: ثُمَّ بَكَى قَالَ عَبْدُ الْوَاحِدِ: فَأَبْكَانِي وَاللَّهِ فَرَقًا مِمَّا يَهْجُمُ عَلَيْهِ بَعْدَ الْمَوْتِ.
الصفحة 374