كتاب المحتضرين لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

217 - حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ الْجَوْهَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ: أَنَّ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ، فَجَزِعَ، فَقِيلَ لَهُ: أَتَجْزَعُ؟ فَقَالَ: وَلِمَ لاَ أَجْزَعُ؟ فَوَاللَّهِ إِنْ كَانَ رَسُولُ أَمِيرِ الْمَدِينَةِ لَيَأْتِينِي فَأَفْزَعُ لِذَلِكَ، فَكَيْفَ بِرَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ؟.
218 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْمُقَدَّمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ كَثِيرُ بْنُ يَسَارٍ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى حَبِيبٍ أَبِي مُحَمَّدٍ وَهُوَ بِالْمَوْتِ فَقَالَ: أُرِيدُ أَنْ آخُذَ طَرِيقًا لَمْ أَسْلُكْهُ قَطُّ، لاَ أَدْرِي مَا يُصْنَعُ بِي؟ قُلْتُ: أَبْشِرْ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، أَرْجُو أَنْ لاَ يُفْعَلَ بِكَ إِلاَّ خَيْرٌ, قَالَ: مَا يُدْرِيكَ؟ لَيْتَ تِلْكَ الْكِسْرَةَ خُبْزٌ الَّتِي أَكَلْنَاهَا لاَ تَكُونُ سُمًّا عَلَيْنَا.
219 - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَلَّى بْنُ عِيسَى الْوَرَّاقُ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى جَارٍ لِي وَهُوَ مَرِيضٌ فَقُلْتُ: يَا فُلاَنُ، عَاهِدِ اللَّهَ أَنْ تَتُوبَ عَسَى أَنْ يَشْفِيَكَ, قَالَ: يَا أَبَا يَحْيَى هَيْهَاتَ، أَنَا مَيِّتٌ، ذَهَبْتُ أُعَاهِدُ كَمَا كُنْتُ أُعَاهِدُ فَسَمِعْتُ قَائِلاً يَقُولُ مِنْ نَاحِيَةِ الْبَيْتِ: عَاهَدْنَاكَ مِرَارًا فَوَجَدْنَاكَ كَذُوبًا.
220 - حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ يَمُرُّ بِأَسْوَدَ يَتَغَنَّى، فَيَعِظُهُ، فَيَقُولُ: يَا أَبَا يَحْيَى شارم فَفَقَدَهُ مَالِكٌ، فَقِيلَ: هُوَ مَرِيضٌ, فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَقَالَ: يَا شار جون أستي، فَقَالَ بِالْفَارِسِيَّةِ: جَاءَ أَسَدٌ أَشَدُّ مِنِّي فَوَقَعَ عَلَيَّ.
221 - حَدَّثَنِي أَبُو حَفْصٍ الْبُخَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ حَيَّانَ الْعَتَكِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ سِنَانٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: كَانَ لِي جَارٌ شَابٌّ، يَمُرُّ بِي فَيَقُولُ: يَا أَبَا يَحْيَى، وَاللَّهِ لَنَدُقَّنَّ الدُّنْيَا دَقًّا, فَاشْتَكَى، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ: يَا أَبَا يَحْيَى، هَذَا مَلَكُ الْمَوْتِ بَيْنَ يَدَيَّ وَهُوَ يَقُولُ: وَاللَّهِ لأَدُقَّنَّ عِظَامَكَ دَقًّا.

الصفحة 379