كتاب المحتضرين لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل
225 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْمَازِنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُنَيْدٌ قَالَ: بَلَغَنِي عَنْ سَهْلٍ الأَنْبَاوِيِّ هَذَا الْحَدِيثُ، فَلَقِيتُهُ، فَسَأَلْتُهُ، فَحَدَّثَنِي فَقَالَ: أَتَيْتُ رَجُلاً أَعُودُهُ وَقَدِ احْتُضِرَ، فَبَيْنَا أَنَا عِنْدَهُ، إِذْ صَاحَ صَيْحَةً أَحْدَثَ مَعَهَا، ثُمَّ وَثَبَ فَأَخَذَ بِرُكْبَتِي، فَأَفْزَعَنِي قُلْتُ: مَا قِصَّتُكَ؟ قَالَ: هُوَ ذَا حَبَشِيٌّ أَزْرَقُ، عَيْنَاهُ مِثْلُ السُّكْرُكَتَيْنِ، فَغَمَزَنِي غَمْزَةً أَحْدَثْتُ مِنْهَا، فَقَالَ لِي: مَوْعِدُكَ الظُّهْرَ, فَسَأَلْتُ عَنْهُ: أَيَّ شَيْءٍ كَانَ يَعْمَلُ؟ قَالَ: كَانَ يَشْرَبُ النَّبِيذَ.
226 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، عَنْ سُنَيْدٍ، عَنْ سَهْلٍ الأَنْبَاوِيِّ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى فَتًى نَعُودُهُ، فَإِذَا هُوَ فِي السَّوْقِ، فَجَعَلْنَا نَسْقِيهِ الْمَاءَ، فَقَالَ: أَشْتَهِي عِنَبًا, فَخَرَجْتُ إِلَى بَابِ الشَّامِ فِي طَلَبِ الْعِنَبِ، وَقُلْتُ لِغُلاَمٍ: اسْقِهِ أَنْتَ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْكَ, فَأَرْجِعُ، فَإِذَا الْغُلاَمُ مَطْرُوحٌ فِي وَسَطِ الدَّارِ مَغْشِيٌّ عَلَيْهِ، وَالْقَوْنَةُ قَدْ بُدِرَ نَاحِيَةً, فَأَقَمْتُهُ وَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: مَا أَدْرِي، إِلاَّ أَنِّي ذَهَبْتُ أَسْقِيهِ فَإِذَا حَبَشِيٌّ أَزْرَقُ قَدْ صَاحَ مِنْ ثَمَّ: لاَ تَسْقِهِ, قَالَ: فَفَزِعْتُ مِنْهُ, فَكَانَ هَذَا الْفَتَى مِمَّنْ سَعَى فِي هَذِهِ الْفِتَنِ.
227 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ الآدَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي الْهَيْثَمِ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ يُقَالُ لَهُ الْبَرَاءُ قَالَ: شَهِدْتُ فَتًى يَمُوتُ، فَجَعَلَ يَظْهَرُ بِجَسَدِهِ مِثْلُ ضَرْبِ السِّيَاطِ، فَيَتَوَجَّعُ وَيَقُولُ: دَعُونِي أَقُلْ، هُوَ ذَا أَقُولُ, ادْعُوا لِي أَبِي, فَإِذَا دُعِيَ أَبُوهُ يَقُولُ: وَاسَوْأَتَاهُ, ثُمَّ يَكُفُّ يَمْكُثُ هَكَذَا يَوْمَيْنِ أَوْ يَلِيهِ, فَلَمَّا انْقَضَى أَجَلُهُ قَالَ: هُوَ ذَا أَقُولُ، ادْعُوا لِي أَبِي, فَلَمَّا دَعَوْهُ قَالَ: يَا أَبَتَاهُ، اعْلَمْ أَنِّي كُنْتُ أُخَالِفُكَ إِلَى امْرَأَتِكَ ثُمَّ مَاتَ.
228 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ الْمُخْتَارُ التَّيْمِيُّ, تَيْمُ الرَّبَابِ، عَنْ أَبِي مَطَرٍ، أَخْبَرَهُ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يَقُولُ: دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ حِينَ وَجَأَهُ أَبُو لُؤْلُؤَةَ وَهُوَ يَبْكِي، فَقُلْتُ: مَا يُبْكِيكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: أَبْكَانِي خَبَرُ السَّمَاءِ، أَيْنَ يَذْهَبُ بِي، إِلَى الْجَنَّةِ أَوْ إِلَى النَّارِ؟ فَقُلْتُ: أَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لاَ أُحْصِيهِ يَقُولُ: سَيِّدَا أَهْلِ الْجَنَّةِ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ, فَقَالَ: أَشَاهِدٌ أَنْتَ يَا عَلِيُّ لِي بِالْجَنَّةِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، وَأَنْتَ يَا حَسَنُ فَاشْهَدْ عَلَى أَبِيكَ رَسُولِ اللهِ أَنَّ عُمَرَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ.
الصفحة 381