كتاب المحتضرين لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

248 - وَبَلَغَنِي عَنْ عَبْدَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْمَرْوَزِيِّ، عَنْ هَاشِمٍ الْمَرْوَزِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي رَوَّادٍ، أَوْ غَيْرِهِ قَالَ: قِيلَ لِرَجُلٍ عِنْدَ مَوْتِهِ: قُلْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ, قَالَ: هُوَ كَافِرٌ بِمَا تَقُولُ.
249 - وَذَكَرَ هَاشِمٌ، عَنْ أَبِي حَفْصٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَجُلٍ بِالْمِصِّيصَةِ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ، فَقُلْتُ: قُلْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ, قَالَ: هَيْهَاتَ حِيلَ بَيْنِي وَبَيْنَهَا.
250 - حَدَّثَنِي أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ: قَالَ يُونُسُ: كَانَ بِالْبَصْرَةِ رَجُلٌ مِنَ الْحُرَّاقِ بَرَزَ عَلَى أَهْلِ الْبَصْرَةِ .... سَبَقَهُ .... فَمَرَّضَهُ مُدَاوٍ .... فِيهِ الْمَوْتُ، فَقَالُوا لَهُ: قُلْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ, قَالَ: لاَ .... بَلَغَ بِهِ الأَمْرُ هَذَا، كَلاَّ ... فَوَقَعَ فَمَاتَ.
بَابُ مَنْ تَمَثَّلَ بِشَعْرٍ عِنْدَ الْمَوْتِ
251 - كَتَبَ إِلَيَّ سُلَيْمَانُ بْنُ الأَشْعَثِ يُخْبِرُنِي، أَنَّ الْهَيْثَمَ بْنَ الْهَيْثَمِ بْنِ عِمْرَانَ الدِّمَشْقِيَّ حَدَّثَهُمْ، عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ صُبَيْحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أُمِّ الْحَكَمِ قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ الْحَكَمِ أَنَّهَا كَانَتْ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ حِينَ أُغْمِيَ عَلَيْهِ، فَأَفَاقَ، فَأَرَادَ أَنْ يُرِيَهُمْ فَقَالَ:
وَهَلْ مِنْ خَالِدٍ إِمَّا هَلَكْنَا ... وَهَلْ بِالْمَوْتِ يَا لَلنَّاسِ عَارُ.
252 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: أَنْشَأَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ يَقُولُ:
فَإِنْ تَكُنِ الْحَوَادِثُ أَقْصَدَتْنِي ... وَأَخْطَأَهُنَّ سَهْمِي حِينَ أَرْمِي
فَقَدْ ضَيَّعْتُ حِينَ تَبَعْتُ سَهْمًا ... نَدَامَةَ مَا قَدَّمْتُ وَضَلَّ حِلْمِي
نَدِمْتُ نَدَامَةَ الْكُسَعِيِّ لَمَّا ... شَرَيْتُ رِضَا بَنِي حَزْمٍ بِرَغْمِي
قَالَ حَمَّادٌ: قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: فَجَاءَ سَهْمٌ، فَوَقَعَ فِي لَبَّتِهِ، فَجَعَلَ يَمْسَحُ الدَّمَ وَيَقُولُ: {وَكَانَ أَمْرُ اللهِ قَدَرًا مَقْدُورًا} أَرَى الْمَوْتَ أَعْدَادَ النُّفُوسِ وَلاَ أَرَى بَعِيدًا غَدًا، مَا أَقْرَبَ الْيَوْمِ مِنْ غَدِ.

الصفحة 387