كتاب المحتضرين لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

300 - وَحَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو رَبِيعَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدَةَ قَالَ: سَمِعْتُ ثَابِتًا الْبُنَانِيَّ قَالَ: كَانَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ عَلَى مِصْرَ، فَاشْتَكَى وَثَقُلَ، فَقَالَ لِصَاحِبِ شُرَطِهِ: أَدْخِلْ عَلَيَّ نَاسًا مِنْ وُجُوهِ أَصْحَابِكَ آمُرْهُمْ بِأَمْرٍ, فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ، نَظَرَ إِلَيْهِمْ ثُمَّ قَالَ: إِنَّهَا قَدْ بَلَغَتْ هَذِهِ، ارْدَعُوهَا عَنِّي، قَالُوا: وَمِثْلُكَ أَيُّهَا الأَمِيرُ يَقُولُ هَذَا؟ هَذَا أَمْرُ اللهِ الَّذِي لاَ مَرَدَّ لَهُ, قَالَ: إِي وَاللَّهِ قَدْ عَرَفْتُ أَنَّهُ كَذَا، وَلَكِنِّي أَحْبَبْتُ أَنْ تَتَّعِظُوا, لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ, فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُهَا حَتَّى مَاتَ.
301 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: احْتُضِرَ رَجُلٌ مِنْ جُهَيْنَةَ، فَأَتَاهُ جِيرَانُهُ وَإِخْوَانُهُ، فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ حَوْلَهُ، فَاغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاهُ ثم قَالَ:
غَدًا يَكْثُرُ الْبَاكُونَ مِنَّا وَمِنْكُمُ ... وَتَزْدَادُ دَارِي مِنْ دِيَارِكُمْ بُعْدَا.
302 - وَحَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: أَشْرَفُ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ وَهُوَ بِالْمَوْتِ عَلَى بُسْتَانٍ لَهُ عَلَى شَاطِئِ دِجْلَةَ، فَجَعَلَ يَتَأَمَّلَهُ وَيَتَأَمَّلُ دِجْلَةَ، ثُمَّ تَنَفَّسَ وَقَالَ مُتَمَثِّلاً:
مَا أَطْيَبَ الْعَيْشَ لَوْلاَ مَوْتُ صَاحِبِهِ ... فَفِيهِ مَا شِئْتَ مِنْ عَيْبٍ لِعَائِبِهِ
قَالَ: فَمَا أَنْزَلْنَاهُ حَتَّى مَاتَ.

الصفحة 400