كتاب المحتضرين لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

303 - وَحَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ السَّرِيِّ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ يَعْقُوبَ فِي الْيَوْمِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، وَعِنْدَهُ مُتَطَبِّبٌ يَنْعَتُ لَهُ دَوَاءً، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ مُتَمَثِّلاً:
إِنَّ عَيْشًا يَكُونُ آخِرَهُ الْمَوْتُ ... لَعَيْشٌ مُعَجَّلُ التَّنْغِيصِ
وَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ.
304 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ: أَنَّهُ حَضَرَ رَجُلاً يَمُوتُ، فَقِيلَ لَهُ: قُلْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ, فَقَالَ:
أَنَا إِنْ مُتُّ فَالْهَوَى حَشْوُ قَلْبِي ... فَبِدَاءِ الْهَوَى يَمُوتُ الْكِرَامُ
ثُمَّ قَالَ: يَا مَنْ لاَ يَمُوتُ، ارْحَمْ مَنْ يَمُوتُ, ثُمَّ لَمْ يَلْبَثْ أَنْ مَاتَ.
305 - حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُنْذِرِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى وَرْقَاءَ بْنِ عُمَرَ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ، فَجَعَلَ يُهَلِّلُ وَيُكَبِّرُ وَيَذْكُرُ اللَّهَ، وَجَعَلَ النَّاسُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِ أَرْسَالاً، يُسَلِّمُونَ فَيَرُدُّ عَلَيْهِمْ وَيَخْرُجُونَ, فَلَمَّا كَثُرُوا عَلَيْهِ أَقْبَلَ عَلَى ابْنِهِ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ اكْفِنِي رَدَّ السَّلاَمِ عَلَى هَؤُلاَءِ لاَ يَشْغَلُونِي عَنْ رَبِّي.
306 - حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ يَزِيدَ الْبَصْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَنْبَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سَيَّارُ بْنُ سَلاَمَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي الْعَالِيَةِ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، قَالَ: إِنَّ أَحَبَّهُ إِلَيَّ أَحَبُّهُ إِلَى اللهِ.
307 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ: أَنَّ أُخْتَهُ وَهِيَ امْرَأَةُ حُذَيْفَةَ قَالَتْ: لَمَّا كَانَ لَيْلَةُ تُوُفِّيَ حُذَيْفَةُ جَعَلَ يَسْأَلُنَا: أَيُّ اللَّيْلِ هَذَا؟ فَنُخْبِرُهُ, حَتَّى كَانَ السَّحَرُ، قَالَتْ: فَقَالَ: أَجْلِسُونِي, فَأَجْلَسْنَاهُ، قَالَ: وَجِّهُونِي, فَوَجَّهْنَاهُ، قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ صَبَاحِ النَّارِ وَمِنْ مَسَائِهَا.

الصفحة 401