كتاب المحتضرين لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

324 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ النَّشِيطِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ حَيَّانَ، عَنِ الْحَسَنِ: أَنَّ مَلِكًا مِنَ الْمُلُوكِ نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ، فَأَطَافَ بِهِ أَهْلُ مَمْلَكَتِهِ، فَقَالُوا: لِمَنْ تَدَعُ الْعِبَادَ وَالْبِلاَدَ؟ فَقَالَ: أَيُّهَا الْقَوْمُ، لاَ تَجْهَلُوا، فَإِنَّكُمْ فِي مُلْكِ مَنْ لاَ يُبَالِي أَصَغِيرًا أَخَذَ مِنْ مُلْكِهِ أَوْ كَبِيرًا.
325 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الأَشْعَثِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: بَكَى سَلْمَانُ عِنْدَ الْمَوْتِ، فَقِيلَ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: مَا أَبْكِي ضَنًّا بِدُنْيَاكُمْ، وَلاَ جَزَعًا مِنَ الْمَوْتِ، وَلَكِنْ قِلَّةُ الزَّادِ، وَبُعْدُ الْمَفَازِ.
326 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الأَصْبَهَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَاصِمٍ وَهُوَ يَمُوتُ، وَهُوَ يَقْرَأُ: {ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ}, ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ, خَفَضَ كَمَا يَقْرَؤُهَا, وَمَا أَعْلَمُهُ يَعْقِلُ قَالَ: وَدَخَلْتُ عَلَى أَبِي حُصَيْنٍ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ وَهُوَ يَقْرَأُ: {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ} قَالَ: وَدَخَلْتُ عَلَى الأَعْمَشِ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ، فَقَالَ: لاَ تَأْذَنْ بِي أَحَدًا، فَإِذَا صَلَّيْتَ الْفَجْرَ فَاخْرُجْ بِي فَاطْرَحْنِي ثَمَّ قَالَ: وَدَخَلْتُ مَعَ الْقُرَّاءِ عَلَى حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ، وَتَحْتَهُ رُقْعَةٌ، وَهُوَ يَقُولُ: آهٍ آهٍ, فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ مَاتَ.

الصفحة 406