كتاب قصر الأمل لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

61 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَلْقَمَةَ الْمَدَنِيُّ، قَالَ: كَانَ صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ لاَ يَكَادُ يَخْرُجُ مِنْ مَسْجِدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ بَكَى وَقَالَ: أَخَافُ أَنْ لاَ أَعُودَ إِلَيْهِ.
62 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْثُ بْنُ مُحْرِزٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، وَكَانَ جَارَ الْحَبِيبِ أَبِي مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ، قَالَ: كُنْتُ إِذَا أَمْسَيْتُ سَمِعْتُ بُكَاءَهُ، وَإِذَا أَصْبَحْتُ سَمِعْتُ بُكَاءَهُ. فَأَتَيْتُ أَهْلَهُ , فَقُلْتُ: مَا شَأْنُهُ يَبْكِي إِذَا أَمْسَى، وَيَبْكِي إِذَا أَصْبَحَ؟ قَالَ: فَقَالَتْ لِي: يَخَافُ وَاللَّهِ إِذَا أَمْسَى أَنْ لاَ يُصْبِحَ، وَإِذَا أَصْبَحَ أَنْ لاَ يُمْسِيَ.
63 - وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ عَائِشَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو زَكَرِيَّا، قَالَ: قَالَتِ امْرَأَةُ حَبِيبٍ: كَانَ يَقُولُ: إِنْ مِتُّ فِي الْيَوْمِ فَأَرْسِلِي إِلَى فُلاَنٍ يُغَسِّلُنِي، وَافْعَلِي كَذَا، وَاصْنَعِي كَذَا. فَقِيلَ لِامْرَأَتِهِ: أَرَأَى رُؤْيَا؟ قَالَتْ: هَذَا يَقُولُهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ.
64 - حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْجَرَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ التِّنِّيسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَجَاءٌ أَبُو الأَشِيمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نَشِيطٍ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو زُرْعَةَ: لَأَقُولَنَّ لَكَ قَوْلاً مَا قُلْتُهُ لأَحَدٍ سِوَاكَ، مَا خَرَجْتُ مِنَ الْمَسْجِدِ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً فَحَدَّثْتُ نَفْسِيَ أَنْ أَرْجِعَ إِلَيْهِ.
65 - وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ عُمَارَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ زِيَادًا النُّمَيْرِيَّ، يَقُولُ: لَوْ كَانَ لِي مِنَ الْمَوْتِ أَجَلٌ أَعْرِفُ مُدَّتَهَ، لَكُنْتُ حَرِيًّا بِطُولِ الْحُزْنِ وَالْكَمَدِ حَتَّى يَأْتِيَنِي وَقْتُهُ، فَكَيْفَ وَأَنَا لاَ أَعْلَمُ مَتَى يَأْتِينِي الْمَوْتُ صَبَاحًا أَوْ مَسَاءً؟ ثُمَّ خَنَقَتْهُ الْعَبْرَةُ، فَقَامَ.

الصفحة 45