كتاب مداراة الناس لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

155 - حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدُقُّ عَلَيَّ الْبَابَ فِي غَيْرِ لَيْلَتِي بَعْدَ هَدْأَةٍ مِنَ اللَّيْلِ، حَتَّى يَرْتَفِعَ قَرْعُهُ فَيُكَلِّمَنِي مِنْ صِيرِ الْبَابِ يَقُولُ: عَزَمْتُ عَلَيْكِ أَنْ تَفْتَحِي لِي إِنْ كُنْتِ تَسْمَعِينَ فَأَفْتَحُ لَهُ فَيَقُولُ: مَا مَنَعَكِ أَنْ تَفْتَحِي؟ فَأَقُولُ: أَرَدْتُ أَنْ يَعْلَمَ أَزْوَاجُكَ أَيَّ سَاعَةٍ جِئْتَ؟.
156 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ بَدْرٍ الآخِرَةِ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالأَثَيْلِ عِنْدَ الصَّفْرَاءِ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ الأَرَاكِ انْصَرَفْتُ لِبَعْضِ حَاجَتِي وَنَكَبْتُ عَنِ الطَّرِيقِ، فَبَيْنَا أَنَا هُنَاكَ إِذَا رَاكِبٌ يَضْرِبُ فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى حَتَّى أَنَاخَ إِلَيَّ بَعِيرِي، ثُمَّ اضْطَجَعَ قَالَتْ: فَفَرَغْتُ مِنْ حَاجَتِي، ثُمَّ جِئْتُ قُلْتُ: أَرْكَبُ؟ قَالَ: تَعَالَيْ حَتَّى أُسَابِقَكِ قَالَتْ: عَرَفْتُ حِينَ قَالَ ذَلِكَ أَنَّهُ غَيْرُ تَارِكِي. قَالَتْ: فَأَرْمِي بِدِرْعِي خَلْفَ ظَهْرِي ثُمَّ أجْعَلُ طَرَفَهُ فِي حُجْزَتِي، ثُمَّ خَطَطْتُ خَطًّا بِرِجْلِي، ثُمَّ قُلْتُ: تَعَالَ نَقُومُ عَلَى هَذَا الْخَطِّ. قَالَتْ: فَنَظَرَ فِي وَجْهِي فَكَأَنَّهُ عَجِبَ وَأَشَارَ بِيَدِهِ. قَالَتْ: فَقُمْنَا عَلَى ذَلِكَ الْخَطِّ. قَالَتْ: قُلْتُ أذْهَبُ؟ قَالَ: اذْهَبِي. فَخَرَجْنَا فَسَبَقَنِي، وَخَرَجَ بَيْنَ يَدَيَّ فَقَالَ: هَذِهِ بِيَوْمِ ذِي الْمَجَازِ قَالَتْ: فَذَكَرْتُ مَا يَوْمُ ذِي الْمَجَازِ؟ قَالَتْ: ثُمَّ ذَكَرْتُ أَنَّهُ أَتَى وَأَنَا جَارِيَةٌ يَبْتَغِي أَبِي، وَكَانَ فِي يَدِي شَيْءٌ فَسَأَلَنِيهِ فَمَنَعْتُهُ، فَذَهَبَ يَتَعَاطَاهُ، فَفَرَرْتُ، فَخَرَجَ فِي أَثَرِي، فَسَبَقْتُهُ وَدَخَلْتُ الْبَيْتَ.

الصفحة 453