كتاب المرض والكفارات لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا مَطَرٌ الْوَرَّاقُ، قَالَ: خَلَقَ اللَّهُ الدَّاءَ وَالدَّوَاءَ، فَالدَّاءُ ثَلاَثَةٌ، وَالدَّوَاءُ ثَلاَثَةٌ، فَالدَّاءُ الْمِرَّةُ وَالدَّمُ وَالْبَلْغَمُ، فَدَوَاءُ الْمِرَّةِ الْمَشْيُ، وَدَوَاءُ الدَّمِ الْحِجَامَةُ، وَدَوَاءُ الْبَلْغَمِ الْحَمَّامُ.
- حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَوْفٍ الأَزْدِيُّ، سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مُقَرِّنٍ، قَالَ: قَالَ لِي خُزَيْلٌ الطَّبِيبُ وَسَقَانِي شَرْبَةً مِنْ دَوَاءٍ: إِيَّاكَ وَمُجَالَسَةَ الثَّقِيلِ، فَإِنَّا نَجِدُ فِي كِتَابِ الطِّبِّ أَنَّ مُجَالَسَةَ الثَّقِيلِ حُمَّى الرُّوحِ ثُمَّ أَنْشَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فِي ذَلِكَ.
عِنْدَنَا فِي الْحَيِّ لِلْمَقْتِ جَبَلُ ... شَامِخٌ فِي الأَرْضِ رَأْسٌ فِي الثِّقَلْ
سَدَّ رُوحَ الأَرْضِ فَاهْتَاجَ بِه ... سَقَمٌ مِنْ كُلِّ أَصْنَافِ الْعِلَلْ
مَا لَهُ جَارٌ وَلاَ مَعْرِفَةٌ ... مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ إِلاَّ يُنْجَلْ
تَمْرَضُ الأَرْوَاحُ مِنْ رُؤْيَتِهِ ... فَتَغَشَّاهَا نُعَاسٌ وَكَسَلْ
وَإِذَا قَابَلَ قَفَا وَجْهِهِ ... لِهِلاَلِ لَيْلَةٍ لَمْ يَسْتَهِلْ.
- وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَسْكَرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ، قَالَ: سَأَلَت امْرَأَة اللَّيْث بْنِ سَعْدٍ مِنْ عَسَلٍ، فَأَمَرَ لَهَا بِزِقٍّ، فَقَالَ لَهُ كَاتِبُهُ: إِنَّمَا سَأَلَتْكَ مِنَّا فَأَمَرْتَ لَهَا بِزِقٍّ، فَقَالَ: إِنَّهَا سَأَلَتْ عَلَى قَدْرِهَا، فَنُعْطِيهَا عَلَى قَدْرِ النِّعْمَةِ عَلَيْنَا.
- وَأَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الإِمَامُ أَبُو سَعْدٍ، هَذَا قَالَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَدِينِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بنَيْسَابُورَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَنْجَوَيْهِ الثَّقَفِيُّ الدِّينَوْرِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدَانَ بْنِ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَنَّهُ رَأَى رَجُلاً رَثَّ الْهَيْئَةِ دَسِمَ الثِّيَابِ، قَالَ الْوَلِيدُ: فَقُلْتُ لَهُ: مَا لِي لاَ أَرَى عَلَيْكَ زِيَّ أَهْلِ الإِسْلاَمِ؟ قَالَ: فَمَا أَنْكَرْتُ مِنْ ذَلِكَ لَعَلَّكَ تُرِيدُ حُسْنَ الْخِطَابِ، وَنَقَاءَ الثَّوْبِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، فَبَكَى، قَالَ: فَكَيْفَ يَتَيَسَّرُ حُزْنِي عَلَى مُصِيبَتِي فِيمَا سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِي وَالشَّاهِدُ لِلَّهِ عَلَيَّ قَالَ: وَغُشِيَ عَلَيْهِ.
- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ فَنْجَوَيْهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ صَقْلاَبٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُلاَسٍ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ رَجُلاً لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ فَقَالَ لأَهْلِهِ إِذَا أَنَا مُتُّ فَأَحْرِقُونِي فَاذْرُوا نِصْفِي فِي الْبَرِّ وَنِصْفِي فِي الْبَحْرِ فَوَاللَّهِ لَئِنْ أَخَذَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَيُعَذِّبَنِّي عَذَابًا أَشَدَّ عَذَابٍ مَا عَذَّبَهُ أَحَدًا قَطُّ فَلَمَّا مَاتَ فَعَلُوا ذَلِكَ قَالَ: فَأَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْبَرَّ فَجَمَعَ مَا فِيهِ، وَأَمَرَ الْبَحْرَ فَجَمَعَ مَا فِيهِ ثُمَّ خَلَقَهُ خَلْقًا سَوِيًّا ثُمَّ قَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا فَعَلْتَ؟ قَالَ: خَشْيَتُكَ يَا رَبِّ قَالَ: فَغَفَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ.
- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ شَبَّةَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّسَائِيُّ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَرَجِ الْعَابِدِ، حَدَّثَنِي ابْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: عَمِلَ أَبُو الرَّبِيعٍ مُقَنَّعَةً فَمَكَثَ فِيهَا أَيَّامًا يُحْكِمُ صَنْعَتَهَا حَتَّى فَرَغَ مِنْهَا فَجَاءَ بِهَا إِلَى الْبَزَّازِ فَأَلْقَاهَا إِلَيْهِ يَبِيعُهَا فَأَخْرَجَ فِيهَا عَيْبًا وَرَدَّهَا عَلَيْهِ فَقَعَدَ نَاحِيَةً يَبْكِي بُكَاءً حَارًّا فَمَرَّ بِهِ أَخَوَانِ لَهُ فَقَالُوا: يَا أَبَا الرَّبِيعِ مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: لاَ تَسْأَلُونِي قَالُوا: وَكَيْفَ لاَ نَسْأَلُكَ وَقَدْ سَمِعْنَا بُكَاؤُكَ قَالَ: فَاقْعُدُوا فَقَالَ لَهُمْ: إِنَّ هَذِهِ بِيَدِي مُنْذُ كَذَا وَكَذَا لَمْ آلُو أَنْ أُحْكِمَ صَنْعَتَهَا فَجِئْتُ بِهَا إِلَى هَذَا الْبَزَّازُ فَأَخْرَجَ عَلَيَّ فِيهَا عَيْبًا وَضَرَبَ بِهَا وَجْهِي، فَكَمْ مِنْ عَمَلٍ لِي أَرَى أَنَّهُ قَدْ صَحَّ لِي عِنْدَ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ غَدًا يُخْرِجُ عَلَيَّ عُيُوبَهُ يَضْرِبُ بِهِ وَجْهِي قَالَ: فَقَعَدُوا مَعَهُ وَجَعَلُوا مَأْتَمًا يَبْكُونَ مَعَهُ.

الصفحة 537