كتاب المطر والرعد والبرق والريح لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

33 - وَحَدَّثَنِي أَبُو عَدْنَانَ الْبَصْرِيُّ، أَخْبَرَنِي الصَّامِتُ بْنُ الْمُخَيَّلِ الْيَشْكُرِيُّ، سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِينَ وَمِئَةٍ، أَخْبَرَنِيهِ أَبُو عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلاَءِ، قَالَ: أَقْبَلَ امْرُؤُ الْقَيْسِ حَتَّى لَقِيَ الْحَارِثَ التُّؤْمَ الْيَشْكُرِيَّ، وَكَانَ الْحَارِثُ يُكْنَى أَبَا شُرَيْحٍ، فَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:
أَجَارُ تَرَى بَرِيقًا لَمْ يُغَمَّضِ
فَقَالَ الْحَارِثُ: كَنَارِ مَجُوسٍ تَسْتَعِرُ اسْتِعَارَا
فَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: أَرِقْتُ لَهُ وَنَامَ أَبُو شُرَيْحٍ
فَقَالَ الْحَارِثُ: إِذَا مَا قُلْتُ قَدْ هَدَأَ اسْتَطَارَا
فَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: كَأَنَّ حَنِينَهُ وَالرَّعْدُ فِيهِ
فَقَالَ الْحَارِثُ: عِشَارٌ وُلَّهٌ لاَقَتْ عِشَارَا
فَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: فَلَمْ يَتْرُكْ بِبَطْنِ الْجَوِّ ظَبْيًا
فَقَالَ الْحَارِثُ: وَلَمْ يَتْرُكْ بِعَرْصَتِهَا حِمَارَا
فَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: فَلَمَّا أَنْ عَلاَ بَقَفَى وَضَاحٍ
فَقَالَ الْحَارِثُ: وَعَتْ أَعْجَازُ رَيِّقِهِ فَحَارَا
فَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: لاَ أَتَعَنَّتُ أَحَدًا بَعْدَكَ بِالشِّعْرِ.

الصفحة 550