كتاب قصر الأمل لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

133 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: لَقَدْ نَغَّصَ هَذَا الْمَوْتُ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا مَا هُمْ فِيهِ مِنْ غَضَارَةِ الدُّنْيَا وَزِينَتِهَا، فَبَيْنَمَا هُمْ فِيهَا كَذَلِكَ وَعَلَى ذَلِكَ، أَتَاهُمْ حِيَاضُ الْمَوْتِ فَاخْتَرَمَهُمْ، فَالْوَيْلُ، وَالْحَسْرَةُ هُنَالِكَ لِمَنْ لَمْ يَحْذَرِ الْمَوْتَ وَيَذْكُرْهُ فِي الرَّخَاءِ، فَيُقَدِّمُ لِنَفْسِهِ خَيْرًا يَجِدُهُ بَعْدَمَا فَارَقَ الدُّنْيَا وَأَهْلَهَا، قَالَ: ثُمَّ غَلَبَهُ الْبُكَاءُ فَقَامَ.
134 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ: أَيْنَ الْوِضَاءُ وَالْحَسَنَةُ وُجُوهُهُمْ، الْمُعْجَبُونَ بِشَبَابِهِمْ؟ أَيْنَ الْمُلُوكُ الَّذِينَ بَنَوُا الْمَدَائِنَ وَحَصَّنُوهَا بِالْحِيطَانِ؟ أَيْنَ الَّذِينَ كَانُوا يُعْطَوْنَ الْغَلَبَةَ فِي مَوَاطِنِ الْحَرْبِ؟ قَدْ تَضَعْضَعَ بِهِمُ الدَّهْرُ وَأَصْبَحُوا فِي ظُلُمَاتِ الْقُبُورِ الْوَحَاءَ الْوَحَاءَ، النَّجَاءَ النَّجَاءَ.
135 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ القَرَنِي، حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ، أَنَّ حُذَيْفَةَ كَانَ يَقُولُ: مَا مِنْ صَبَاحٍ، وَلاَ مَسَاءٍ إِلاَّ وَمُنَادٍ يُنَادِي: يَا أَيُّهَا النَّاسُ , الرَّحِيلَ الرَّحِيلَ وَإِنَّ تَصْدِيقَ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ نَذِيرًا لِلْبَشَرِ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ} قَالَ: فِي الْمَوْتِ، { يَتَأَخَّرَ} قَالَ: فِي الْمَوْتِ.
136 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ رَاشِدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَزِيغٌ الْهِلاَلِيُّ، عَنْ سُحَيْمٍ مَوْلَى بَنِي تَمِيمٍ، قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ وَهُوَ يُصَلِّي، فَجَوَّزَ فِي صَلاَتِهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ فَقَالَ: أَرِحْنِي بِحَاجَتِكَ فَإِنِّي أُبَادِرُ قُلْتُ: وَمَا تُبَادِرُ؟ قَالَ: مَلَكَ الْمَوْتِ، رَحِمَكَ اللَّهُ، قَالَ: فَقُمْتُ عَنْهُ، وَقَامَ إِلَى صَلاَتِهِ.

الصفحة 64