كتاب قصر الأمل لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

168 - حَدَّثَنِي بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ قَالَ: دَعَا قَوْمٌ رَجُلاً إِلَى طَعَامٍ فِي يَوْمٍ قَائِظٍ شَدِيدٍ حَرُّهُ، فَقَالَ: إِنِّي صَائِمٌ، فَقَالُوا: أَفِي مِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ؟، قَالَ: أَفَأَغْبِنُ أَيَّامِيَ إِذًا؟.
169 - حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُمَرَ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْقِلُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ الْجَزَرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ مَيْمُونَ بْنَ مِهْرَانَ، يَقُولُ: مَا مَضَى فَكَأَنْ لَمْ يَكُنْ، وَمَا هُوَ آتٍ فَكَأَنْ قَدْ كَانَ، فَاجْعَلْ مَا هُوَ آتٍ كَشَيْءٍ مِمَّا مَضَى فَأَنْتَ تَتَذَكَّرَهُ، فَإِنَّهُ قَدْ نُعِيَتْ إِلَيْكُمْ أَنْفُسُكُمْ وَالْمَوْتُ. . . مِنْهُ وَاللَّهُ بِالْمِرْصَادِ، وَإِنَّمَا يَخْرُجُ هَلاكُ النَّفْسِ عَلَى آخِرِ سُورَةِ الْوَاقِعَةِ.
170 - أَخْبَرَنِي صَالِحُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ النَّاجِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ: تَصَبَّرُوا وَتَشَدَّدُوا، فَإِنَّمَا هِيَ لَيَالٍ قَلاَئِلُ، وَإِنَّمَا أَنْتُمْ رَكْبٌ وُقُوفٌ يُوشِكُ أَنْ يُدْعَى الرَّجُلُ مِنْكُمْ فَيُجِيبَ وَلاَ يَلْتَفِتُ، فَانْتَقِلُوا بِصَالِحِ مَا بِحَضْرَتِكُمْ.
171 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ قَالَ: أَخْبَرَنِي صَالِحُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ النَّاجِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ: ابْنَ آدَمَ , جَمْعًا جَمْعًا، سَرْطًا سَرْطًا، جَمْعًا فِي وِعَاءٍ، وَشَدًّا فِي وِكَاءٍ، وَرُكُوبَ الذَّلُولِ، وَلَبُوسَ اللِّينِ،فإن مَاتَ فَأَفْضَى - وَاللَّهِ - إِلَى الآخِرَةِ.
172 - حَدَّثَنِي مَحْمُودُ بْنُ خِدَاشٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ، حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مُزَاحِمٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ مَا مِنْكُمْ أَحَدٌ أَصْبَحَ إِلاَّ وَهُوَ ضَيْفٌ، وَمَالُهُ عَارِيَةٌ وَالضَّيْفُ مُرْتَحِلٌ لِيَنْطَلِقَ، وَالْعَارِيَةُ مُؤَدَّاةٌ.
173 - حَدَّثَنَا مَحْمُودٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: تَرَوْنَ بُيُوتَكُمْ هَذِهِ مَحْشُوَّةً مِثْلَ الرُّمَّانَةِ، إِذَا أُمْسِيَتْ مِنْ أَهْلِهَا بَلاَقِعُ؟ كَذَلِكَ الآخِرَةُ تَجِئُ فَتَذْهَبَ بِالدُّنْيَا.

الصفحة 72