كتاب قصر الأمل لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

185 - حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ. . .، وكان قد خرج مِنَ الْحَمَّامِ، فَقَالَ: أَيْنَ كُنْتَ؟ قَالَ: فِي الْحَمَّامِ، قَالَ:من عمرك
186 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ, مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، قَالَ: عَنْ نَافِعٍ، قال: خرج ابن عمر في بعض نواحي الْمَدِينَةِ ومعه أَصْحَابٌ لَهُ، فمر ووَضَعُوا سُفْرَةً له، فَمَرَّ بهم رَّاعِي غنم، قَالَ فسلم فقال ابن عمر:هلم يا راعي هلم فأصب مِنْ هَذِهِ السُّفْرَةِ، قَالَ: إِنِّي صَائِمٌ، قَالَ: فَتَعَجَّبَ ابْنُ عُمَرَ لِصِيَامِهِ، فَقَالَ لَهُ: أَفِي مِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ الصَّائِفِ الْحَارِّ؟ أَتَصُومُ وَأَنْتَ فِي هَذِهِ الشِّعَابِ؟ فَقَالَ: إِنِّي وَاللَّهِ أُبَادِرُ أَيَّامِي هَذِهِ الْخَالِيَةَ، فَتَعَجَّبَ ابْنُ عُمَرَ وَقَالَ لَهُ: هَلْ لَكَ أَنْ تَبِيعَنَا شَاةً مِنْ غَنَمِكَ هَذِهِ فَنَعْطِيَكَ ثَمَنَهَا، وَنَذْبَحَهَا فَنَعْطِيَكَ مِنْ لَحْمِهَا مَا تُفْطِرُ عَلَيْهِ؟.
قَالَ الرَّاعِي: إِنَّهَا لَيْسَتْ لِي، إِنَّمَا هِيَ لِمَوْلاَي، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَمَا عَسَيْتَ مَوْلاَكَ فاعلا إِذَا سَأَلَكَ عَنْهَا، فَقُلْتَ أكَلَهَا الذِّئْبُ؟ قَالَ: فَتَوَلَّى الرَّاعِي وَهُوَ رَافِعٌ أَصْبِعَتَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَهُوَ يَقُولُ: فَأَيْنَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالَ: فَجَعَلَ ابْنُ عُمَرَ يُرَدِّدُ قَوْلَ الرَّاعِي وَيَقُولُ: قَالَ الرَّاعِي: فَأَيْنَ اللَّهُ؟ قَالَ: فَبَعْدَ أَنْ قَدِمَ الْمَدِينَةَ بَعَثَ إِلَى سَيِّدِهِ، فَاشْتَرَى مِنْهُ الْغَنَمَ وَالرَّاعِيَ، فَأَعْتَقَ الرَّاعِيَ، وَوَهَبَ لَهُ الْغَنَمَ.
187 - حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ، - وَلَيْسَ بِالْقَدَّاحِ - قَالَ: نَزَلَ رَوْحُ بْنُ زِنْبَاعٍ مَنْزِلاً بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فِي حَرٍّ شَدِيدٍ، فَانْقَضَّ عَلَيْهِ رَاعٍ مِنْ جَبَلٍ، فَقَالَ لَهُ: يَا رَاعِي، هَلُمَّ إِلَى الْغَدَاءِ، فَقَالَ: إِنِّي صَائِمٌ، قَالَ: إِنَّكَ لَتَصُومُ فِي هَذَا الْحَرِّ الشَّدِيدِ؟، قَالَ: أَفَأَدَعُ أَيَّامِيَ تَذْهَبُ بَاطِلاً؟، فَقَالَ رَوْحُ: لَقَدْ ضَنِنْتَ بِأَيَّامِكَ يَا رَاعِي، إِذْ جَادَ بِهَا رَوْحُ بْنُ زِنْبَاعٍ.

الصفحة 76