كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 6)

"وإلاَّ أصبح خبيث النفس كسلان" هذا إذا [لم يستيقظ] (¬1)، فأما لو نام واستغرقه النوم فإنها تنحل عنه العقد عند قيامه لفريضة الفجر مثلاً؛ لأنه لم يستيقظ في الليل.
قال ابن عبد البر (¬2): هذا الذم يختص بمن لم يقم إلى صلاته وضيّعها، أما من كانت عادته القيام إلى الصلاة المكتوبة أو النافلة فغلبته عيناه، فقد ثبت: "أن الله يكتب له أجر صلاته ونومه عليه صدقة" (¬3).
قوله: "أخرجه الستة إلاَّ الترمذي".
قوله: "فكنى ببعضه عن كله".
قلت: وقال القرطبي (¬4): تخصيص القفا به؛ لأنه محل الوهم ومجال تصرفه، وهو أطوع القوى للشيطان وأسرعها إجابة لدعوته. انتهى.
فدل على أنه أريد القفا حقيقة.
[التاسع] (¬5): حديث (ابن مسعود) [277 ب]:
¬__________
= مما ذكر، وكذا عكسه، وإلى ذلك الإشارة بقوله تعالى: {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6)} [المزمل: 6].
(¬1) في (أ. ب): "و" والصواب ما أثبتناه.
(¬2) في "الاستذكار" (5/ 185 - 186).
(¬3) أخرجه أبو داود رقم (1314)، والنسائي رقم (1784، 1785)، ومالك في "الموطأ" (1178) عن عائشة - رضي الله عنها -: أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما من امرئ تكون له صلاةٌ بليل يغلبه عليها نومٌ إلا كتب له أجر صلاته، وكان نومه عليه صدقة".
وهو حديث حسن.
(¬4) في "المفهم" (2/ 408 - 409) ولم أجده بنصه.
(¬5) في (أ. ب): "الثامن".

الصفحة 18