كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 6)

9 - وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: ذُكِرَ رَجُلٌ عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقِيلَ: مَا زَالَ نَائِمًا حَتَّى أَصْبَحَ، مَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ؟ فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: "ذلِكَ رَجُلٌ بَالَ الشَّيْطَانُ في أُذُنِهِ". أخرجه الشيخان (¬1) والنسائي (¬2). [صحيح]
قوله: "ذكر رجل عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فقيل: ما زال نائماً حتى أصبح ما قام إلى الصلاة" يحتمل ما قام لصلاة الليل النافلة, وقال سفيان: هذا عندنا في من نام عن الفريضة، أخرجه عنه ابن حبان (¬3).
قوله: "فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ذلك رجل بال الشيطان في أذنه" في رواية (¬4): "في أذنيه" بالتثنية. [530/ أ].
اختلف (¬5) في بول الشيطان، فقيل: على الحقيقة، وقيل: كناية عن سد الشيطان أذن الذي ينام عن الصلاة حتى لا يسمع الذكر، وقيل: أن الشيطان ملأ سمعه بالأباطيل فحجبه عن الذكر.
وقيل: كناية عن ازدراءه والاستخفاف (¬6) به حتى اتخذه كالكنيف المعد للبول.
قال الطيبي (¬7): خص الأذن بالذكر وإن كانت العين أنسب بالنوم، إشارة إلى ثقل النوم؛ فإن المسامع هي موارد الانتباه.
¬__________
(¬1) أخرجه البخاري في "صحيحه" رقم (1144، 3270)، ومسلم رقم (205/ 774).
(¬2) في "السنن" رقم (1609)، وهو حديث صحيح.
(¬3) في "صحيحه" (6/ 302) رقم (2562).
(¬4) أخرجه البخاري رقم (3270).
(¬5) ذكره الحافظ في "الفتح" (3/ 28).
(¬6) انظر: "شرح الطيبي على مشكاة المصابيح" (3/ 123).
(¬7) في "شرحه على مشكاة المصابيح" (3/ 123).

الصفحة 19