كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 6)

11 - وعنها - رضي الله عنها - قالَتْ: إِنْ كَانَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - لَيُوقِظُهُ الله تَعَالى مِنَ اللَّيْلِ، فَما يَجِيءُ السَّحَرُ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ حِزْبِهِ. أخرجه أبو داود (¬1). [حسن]
قوله: "ليوقظه الله من الليل" الحديث هذا غالب أحواله - صلى الله عليه وسلم -، وقد ينام عن حزبه كما ثبت عنها.
[الثاني عشر] (¬2): حديث (مسروق).
12 - وعن مسروق قال: سَالتُ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -: أَيُّ العَمَلِ كَانَ أَحَبَّ إِلَى رسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قَالَتْ: الدَّائِمُ. قُلْتُ: وَأَيَّ حِينٍ كَانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ؟ قَالَتْ: كَانَ يَقُومُ إِذَا سَمِعَ الصَّارِخَ. تَعْنِي الدِّيكَ. أخرجه الخمسة (¬3) إلاَّ الترمذي. [صحيح]
قوله: "قالت: الدائم" قيل: المراد به المواظبة (¬4) العرفية, وهو القيام كل ليلة في ذلك الوقت لا الدوام المطلق، وليس المراد في قيام الليل، بل مطلق.
قوله: "الصارخ" فسّره المصنف بالديك وقالوا: هو اتفاق هنا، قالوا: سمي بذلك لكثرة صراخه (¬5).
قال ابن ناصر (¬6): وجرت العادة بأن الديك يصيح عند نصف الليل غالباً.
قوله: "أخرجه الخمسة إلاَّ الترمذي".
¬__________
(¬1) في "السنن" رقم (1316)، وهو حديث حسن.
(¬2) في (أ. ب): "الحادي عشر".
(¬3) أخرجه البخاري رقم (1132)، ومسلم رقم (741)، وأبو داود رقم (1317)، والنسائي رقم (1616)، وهو حديث صحيح.
(¬4) قاله الحافظ في "الفتح" (3/ 16).
(¬5) ذكره النووي في "شرح صحيح مسلم" (6/ 23)، وانظر: "فتح الباري" (2/ 479 - 480).
(¬6) ذكره الحافظ في "الفتح" (3/ 17).

الصفحة 21