كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 6)

"وأمر بمعروف صدقة, ونهي عن منكر صدقة" فأفعال الخير كلها صدقات.
قوله: "ويجزئ بضم أوله من أجزأ" وبفتحه من جزى يجزي، أي: كفى (¬1).
"ركعتان يركعهما العبد من الضحى" فيه دليل على فضلهما وإغناءهما عمَّا وجب على كل ما وجب على الأعضاء، ويأتي أن السلامى في الإنسان ثلاثمائة وستون مفصلاً.
قال الحافظ ابن حجر (¬2): قال شيخنا الحافظ [282 ب] أبو الفضل بن الحسين في شرح الترمذي: أنه اشتهر بين العوام أن من صلى الضحى ثم تركها عمي، فصار أكثر الناس لا يتركونها فضلاً، وليس لما قال أصل، بل الظاهر أنه مما ألقاه الشيطان على ألسنة العوام (¬3).
قوله: "أخرجه مسلم وأبو داود".
الخامس: حديث (بريدة).
5 - وعن بريدة - رضي الله عنه - قال: قال رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "فِي الإِنْسَانِ ثَلَاثِمَائَةٍ وَسِتُّونَ مَفْصِلاً، فَعَلَيْهِ أَنْ يَتَصَدَّقَ عَنْ كُلِّ مَفْصِلٍ [مِنْهُ] (¬4) صَدَقةٍ". قَالُوا: مَنْ يُطِيقُ ذَلِكَ؟ قَالَ: "النُّخَاعَةُ فِي المَسْجدِ يَدْفِنُهَا، وَالشَّيْءُ يُنَحِّيهِ عَنْ الطَّرِيقِ، فَإِنْ لم يَجِدْ فَرَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنَ الضُّحَى". أخرجه أبو داود (¬5). [صحيح]
"النُّخَاعة" بالضم: النخامة (¬6).
¬__________
(¬1) قاله النووي في شرحه لـ "صحيح مسلم" (5/ 233 - 234).
(¬2) في "فتح الباري" (3/ 57).
(¬3) قال الحافظ: ليحرمهم الخير الكثير
(¬4) وفي رواية: "منها".
(¬5) في "السنن" رقم (5242)، وهو حديث صحيح.
(¬6) قاله ابن الأثير في "النهاية" (2/ 733) , النخامة: البزقة التي تخرج من أقصى الحلق, ومن مخرج الخاء المعجمة.

الصفحة 29