كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 6)

الأول: حديث (أبي هريرة):
1 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: كَانَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - يُرَغِّبُهُمْ فِي قِيَامِ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَأْمُرَهُمْ بِعَزِيمَةِ, فَيَقُولُ: "مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِه" فَتُوُفِّيَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَالأَمْرُ عَلَى ذَلِكَ، ثُمَّ كَانَ الأَمْرُ عَلَى ذَلِكَ في خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ، وَصَدْرًا مِنْ خِلَافَةِ عُمَرَ.
وفي رواية: "مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ". أخرجه الستة (¬1). [صحيح]
وأخرج البخاري (¬2): "المَرْفُوعَ مِنْهُ في قِيَامِ رَمَضانَ وَقِيَامِ لَيْلَةِ القَدْرِ".
قوله: "من غير أن يأمرهم بعزيمة" أي: لا يأمرهم أمر إيجاب, بل أمر ندب وترغيب (¬3).
قوله: "إيماناً واحتساباً" [286 ب] قال الخطابي (¬4): أي: ثقة وعزيمة مصدقاً به، ورغبة في ثوابه طيبة بها نفسه غير مستثقل له.
قوله: "غفر له" ظاهر في غفران الكبائر والصغائر [533/ أ]، وبه جزم ابن المنذر (¬5).
¬__________
(¬1) أخرجه البخاري رقم (37)، ومسلم رقم (174/ 759)، وأبو داود رقم (1371)، والترمذي رقم (683)، والنسائي (4/ 156)، وابن ماجه رقم (1326)، وهو حديث صحيح.
(¬2) في "صحيحه" رقم (37، 38).
(¬3) انظر: "فتح الباري" (4/ 251 - 252)، "شرح صحيح مسلم" للنووي (6/ 39 - 40).
(¬4) انظر: "غريب الحديث" (1/ 18، 19).
وقال النووي في شرحه لـ "صحيح مسلم" (10/ 152 - 153): معنى إيماناً: تصديقاً بأنه الحق معتقداً فضيلته، ومعنى احتساباً: أن يريد الله تعالى وحده لا يقصد رؤية الناس، ولا غير ذلك مما يخالف الإخلاص.
(¬5) ذكره الحافظ في "الفتح" (4/ 251).

الصفحة 38