كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 6)

وقال النووي (¬1): المعروف أنه يخص بالصغائر، وبه جزم إمام الحرمين (¬2)، وعزاه عياض (¬3) لأهل السنة.
وقال بعضهم (¬4): يجوز أن يخفف من الكبائر إذا لم يصادف صغيرة.
قوله: "ما تقدم من ذنبه" زاد فيه عن سفيان عند النسائي (¬5): "وما تأخر"، ورواها آخرون أيضاً من أئمة الحديث.
قال الحافظ ابن حجر (¬6): وقد ورد في غفران ما تقدم من الذنوب وما تأخر عدة أحاديث جمعتها في كتاب مفرد.
وقد استشكلت (¬7) هذه الزيادة من حيث أن المغفرة تستدعي سبق شيء يُغفر، والمتأخر من الذنوب لم يأت، فكيف يغفر؟
وأجيب: بأنه كناية عن حفظهم من الكبائر، فلا يقع منهم كبيرة بعد ذلك، نظير ما قيل في حديث أهل بدر: "اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم" (¬8) وبه أجيب عن حديث صيام
¬__________
(¬1) في شرحه لـ "صحيح مسلم" (6/ 40).
(¬2) ذكره الحافظ في "الفتح" (4/ 251).
(¬3) في "إكمال المعلم بفوائد مسلم" (3/ 115 - 116).
(¬4) ذكره الحافظ في "الفتح" (4/ 251)، وأخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (1/ 496)، وابن عبد البر في "الاستذكار" (5/ 151 رقم 222).
(¬5) في "السنن الكبرى" (3/ 127 رقم 2523).
قال ابن عبد البر في "التمهيد" (7/ 105)، وزيادة "وما تأخر" زيادة منكرة، والله أعلم.
(¬6) في "الفتح" (4/ 252).
(¬7) ذكره الحافظ في "الفتح" (4/ 252).
(¬8) أخرجه البخاري رقم (3007)، ومسلم رقم (2494).

الصفحة 39