كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 6)

قوله: "داخل رحله" (¬1) أي: منزله، وهو يدل على أنه صلى أولاً في المسجد.
وقوله: "ذلك" (¬2) أي: الفطنة بكم، وذلك أنه تركهما لما يأتي من خشية ألَّا تفرض عليهم.
قوله: "أخرجه مسلم".
الرابع: حديث (عائشة):
4 - وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: صَلَّى رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - فِي المَسْجِدِ فَصَلَّى بِصَلَاتِهِ نَاسٌ كَثِيرٌ، ثُمَّ صَلَّى مِنْ القَابِلَةِ فَكَثُرُوا، ثُمَّ اجْتَمَعُوا مِنْ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمْ. فَلمَّا أَصْبَحَ قَالَ: "قَدْ رَأَيْتُ صَنِعَكُمْ، فَلَمْ يَمْنَعْنِي مِنْ الخُرُوجِ إِلَيْكُمْ إِلَّا أَنَّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُمْ" وَذَلِكَ فِي رَمَضَانَ. أخرجه الستة (¬3) إلاَّ الترمذي. [صحيح]
قوله: "خشيت أن تفرض عليكم" قال البرماوي: لا تعارض بين هذا وبين قوله ليلة الإسراء: {مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ} (¬4) فإن ذلك المراد به في التنقيص كما يدل عليه السياق.
¬__________
(¬1) قال الأزهري في "تهذيب اللغة" (/) رحل الرجل عند العرب هو منزله سواء كان من حجر أو مدر أو وبر أو شعر وغيرها.
(¬2) كذا في الشرح وصوابه (ذاك) كما في نص حديث مسلم.
(¬3) أخرجه البخاري رقم (1129، 2011)، ومسلم رقم (177/ 761)، وأبو داود رقم (1373)، والنسائي (3/ 202) رقم (1604). وأخرجه أحمد (6/ 177)، وابن حبان رقم (2542)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/ 492 - 493)، وفي "الشعب" رقم (3267)، وفي "فضائل الأوقات" رقم (119)، والبغوي في "شرح السنة" رقم (989).
وهو حديث صحيح.
(¬4) سورة ق الآية (29).

الصفحة 46