كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 6)

وفي رواية سفيان بن حسين (¬1): "خشيت أن يكتب عليكم قيام هذا الشهر" فعلى هذا يرتفع الإشكال؛ لأن قيام رمضان لا يتكرر كل يوم، بل في السنة، ولا يكون ذلك قدراً زائداً على الخمس.
وأقوى (¬2) هذه الثلاثة الأجوبة في نظري: الأول، والله أعلم بالصواب. انتهى.
قلت: والأقوى في نظري جواب الكرماني (¬3) وهو جواب البرماوي؛ أن ذلك في جانب النقص؛ لأنه الذي دار فيه حديث الإسراء.
وأما تعقب الحافظ فهو تعقب (¬4) بارد؛ لأن التضعيف في ثواب الخمس لا ينافي افتراض غيرها.
الخامس: حديث (أبي هريرة):
5 - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: خَرَجَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَلَى النَّاسِ فِي رَمَضَانَ، وَهُمْ يُصَلُّونَ في نَاحِيَةِ المَسْجِدِ، فَقَالَ: "مَا هَؤُلاَءِ؟ ". قِيلَ: أُنَاسٌ لَيْسَ مَعَهُمْ قُرْآنٌ. وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ - رضي الله عنه - يُصَلِّي بِهِمْ، فقَالَ: "أَصَابُوا، وَنِعْمَ مَا صَنَعُوا". أخرجه أبو داود (¬5)، وقال (¬6): هذا الحديث ليس بالقوي. [ضعيف]
ومعناه واضح.
¬__________
(¬1) ذكرها الحافظ في "الفتح" (3/ 14).
(¬2) قاله ابن حجر في "الفتح" (3/ 14).
(¬3) في شرحه لـ "صحيح البخاري" (6/ 189)، (10/ 152 - 153).
(¬4) رحم الله الشارح، فقد قال ابن حجر في "الفتح" (3/ 14) بعد التعقب. والله أعلم بالصواب، نسأل الله له الرحمة وحسن الثواب في الآخرة.
(¬5) في "السنن" رقم (1377)، وهو حديث ضعيف.
(¬6) في "السنن" (2/ 106).

الصفحة 48