كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 6)

الفصل الثالث: في صلاة الليل
الأول: حديث (بلال).
1 - عن بلال - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "عَلَيْكُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ؛ فَإِنَّهُ دَأْبُ الصَّالحِينَ قَبْلَكُمْ، وَقُرْبَةٌ إِلَى رَبِّكُمْ، وَمَنْهَاةٌ عَنِ الآثَامِ، وَتَكْفِيرٌ لِلسَّيَّئَاتِ، وَمَطْرَدةٌ لِلدَّاءِ عَنِ الجَسَدِ". أخرجه الترمذي (¬1). [حسن]
قوله: "فإنه دأب الصالحين" لفظه في "الجامع" (¬2): "فإنه من دأب" الدأب (¬3): العادة والشأن وقد تحرك، وأصله من دأب في العمل إذا جدّ وتعب، إلا أن العرب حوّلت معناه إلى العادة والشأن.
قوله: "وقربة إلى ربكم" لفظه في "الجامع" (¬4): "وإن قيام الليل قربى إلى الله تتقرب به إليه" والمراد: قيامه بالصلاة.
قوله: "ومنهاة عن الآثام" من قوله تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} (¬5).
"وتكفير للسيئات" تغطية لها وللعقاب عنها.
قوله: "ومطردة للداء عن الجسد" فهو من الأدوية النافعة, كما أنه للأدوية من آفات الأديان.
¬__________
(¬1) في "السنن" رقم (3549)، وهو حديث حسن.
في "سنن الترمذي": "قربة إلى الله"، وهذا في "الجامع" (9/ 433).
(¬2) (9/ 433 رقم 7110).
(¬3) قاله ابن الأثير "النهاية في غريب الحديث" (1/ 548).
(¬4) (9/ 433 رقم 7110)، والذي فيه: "وإن قيام الليل قُربةٌ إلى الله".
(¬5) سورة العنكبوت الآية (45).

الصفحة 5