كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 6)

وسمي العيد عيداً لعوده (¬1) وتكرره، وقيل: لعود السرور (¬2) فيه, وقيل: تفاؤلاً بعوده على من أدركه، كما سميت القافلة عند خروجها تفاؤلاً بقفولها ورجوعها سالمة وحقيقة القفول الرجوع.
وقال الزمخشري (¬3): العيد هو السرور العائد، فكل يوم شرع تعظيمه يسمى عيداً.
الأول: حديث (ابن عباس)
1 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: خَرَجَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ عِيدٍ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ لَمْ يُصَلِّ قَبْلَهُمَا وَلَا بَعْدَهُمَا. أخرجه الخمسة (¬4). [صحيح]
قوله: "خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " أي: إلى الجبّان (¬5).
قوله: "لم يصل قبلهما" فلا تحية للجبّان ولا نافلة (¬6) قبلية للعيد. "ولا بعدهما" أي: في الجبّان، ولم يبين في أيّ عيد، إلاَّ أن في هذه الرواية في بعضها: "في يوم أضحى أو فطر" ولم يبين كيفية الركعتين.
¬__________
(¬1) انظر: "لسان العرب" (3/ 319).
(¬2) انظر: "الصحاح" للجوهري (3/ 515).
(¬3) انظر: "الكشاف" (2/ 314).
(¬4) أخرجه البخاري رقم (989)، ومسلم رقم (13/ 884)، وأبو داود رقم (1159)، والترمذي رقم (537)، والنسائي رقم (1587) ورقم (1291).
وهو حديث صحيح.
(¬5) انظر: "النهاية في غريب الحديث" (1/ 233).
(¬6) انظر: "المغني" (3/ 280 - 282)، "أحكام العيدين" للفريابي رقم (158)، "الأوسط" لابن المنذر (4/ 266 - 268).

الصفحة 51