كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 6)

أخرجه الخمسة (¬1) إلاَّ أبا داود. [صحيح]
قوله: "يصلون العيدين قبل الخطبة" اختلف (¬2) في أول من غيّر ذلك، فقيل: مروان، وقيل: بل سبقه إلى ذلك عثمان. رواه ابن المنذر (¬3) بإسناد صحيح: "صلي بالناس ثم خطبهم على العادة، فرأى ناساً لم يدركوا الصلاة ففعل ذلك" أي: صار يخطب قبل الصلاة.
قال الحافظ (¬4): وهذه العلة غير الذي اعتل بها، كان عثمان (¬5) راعى مصلحة الجماعة من إدراكهم الصلاة، وأما مروان (¬6) فراعى مصلحتهم في إسماعهم الخطبة.
لكن قيل (¬7): أنهم كانوا في زمن مروان يتعمدون ترك سماع خطبته لما فيها من سبِّ من لا يستحق السب، والإفراط في مدح بعض الناس، فعلى هذا إنما راعى مصلحة نفسه. انتهى.
¬__________
(¬1) أخرجه البخاري رقم (963)، ومسلم رقم (8/ 888)، والترمذي رقم (531)، والنسائي رقم (1564)، وابن ماجه رقم (1276).
وهو حديث صحيح.
(¬2) ذكره الحافظ في "الفتح" (2/ 451).
(¬3) في "الأوسط" (4/ 272 - 273 ث 2151) بسند صحيح إلى الحسن البصري.
(¬4) في "الفتح" (2/ 452).
(¬5) أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (3/ 283)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" (2/ 171) بسند صحيح.
(¬6) ثبت في "صحيح مسلم" رقم (9/ 889) من رواية طارق بن شهاب عن أبي سعيد قال: أوّل من بدأ بالخطبة يوم العيد قبل الصلاة مروان.
وقال الترمذي في "السنن" (2/ 411) ويقال: أول من خطب قبل الصلاة مروان بن الحكم.
(¬7) ذكره الحافظ في "الفتح" (2/ 452).

الصفحة 57