كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 6)

قلت: وعلى كل حال؛ فهي بدعة مخالفة (¬1) لطريقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومراده (¬2) بسب مروان؛ سبه لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب - عليه السلام -، ومدحه لبعض الناس لمعاوية، وهو أميره الذي ولاّه المدينة.
قوله: "أخرجه الخمسة إلاَّ أبا داود".
السادس: حديث (جابر):
6 - وعن جابر - رضي الله عنه - قال: شَهِدْتُ العِيدِ مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - الصَّلَاةَ فَبَدَأَ بِالصَّلَاةِ قَبْلَ الخُطْبَةِ بِلاَ أَذَانٍ وَلَا إِقَامَةٍ. ثُمَّ قَامَ مُتَوَكَّئًا عَلَى بِلَالٍ - رضي الله عنه -، فَأَمَرَ بِتَقْوَى الله وَحَثَّ عَلَى طَاعَتِهِ وَوَعَظَ النَّاسَ وَذَكَّرَهُمْ. ثُمَّ أَتَى النِّسَاءَ فَوَعَظَهُنَّ وَذَكَّرَهُنَّ وَقَالَ: "تَصَدَّقْنَ، فَإِنَّ أَكْثَرَكُنَّ حَطَبُ جَهَنَّمَ" فَقَامَتْ امْرَأَةٌ مِنْ سِطَةِ النِّسَاءِ سَفْعَاءُ الخدَّيْنِ، فَقَالَتْ: لِمَ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: "لِأَنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ الشَّكَاةَ وَتَكْفُرْنَ العَشِيرَ". فَجَعَلْنَ يَتَصَدَّقْنَ مِنْ حُلِيِّهِنَّ يُلْقِينَ فِي ثَوْبِ بِلَالٍ. أخرجه الخمسة (¬3) إلاَّ الترمذي. [صحيح]
"سِطَةُ (¬4) النساءِ" أوساطهن حَسَباً ونسباً.
¬__________
(¬1) وقال النووي في "المجموع شرح المهذب" (5/ 30): إن ظاهر نص الشافعي أنه لا يعتد بها. وهو الصواب.
(¬2) ليس بيد الشارح دليل على ذلك. وتقدم موقف أهل السنة والجماعة مما شجر بين الصحابة, وهو الكف عن ذلك، وذكر محاسنهم وفضلهم، وكف ألسنتنا عن مثالبهم.
(¬3) أخرجه البخاري رقم (961، 978)، ومسلم رقم (885)، وأخرجه أبو داود رقم (1141)، والنسائي في "السنن" رقم (1575)، وهو حديث صحيح.
(¬4) قال ابن الأثير في "النهاية" (1/ 776)، وقال: وأصل الكلمة الواو وهو بابها، والهاء فيها عوضٌ من الواو كعِدة وزِنة، من الوعد، والوَزْن.
وانظر: "المجموع المغيث" (2/ 86).

الصفحة 58