كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 6)

غَيْلَانَ فَإِنَّهَا تُقْبِلُ بِأَرْبَعٍ وَتُدْبِرُ بِثَمَانٍ. فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا يَدْخُلَنَّ هؤُلاَءِ عَلَيْكُمْ. يَعْنِي المُخَنَّثِينَ فَحَجَبُوهُ" قَالَ ابنُ جُرَيجٍ: "المُخَنَّثُ هِيْتٌ". أخرجه الثلاثة (¬1) وأبو داود (¬2) [صحيح]
قوله: "تُقْبلُ بِأرْبَع" أي: بأربع عكن.
"وَتُدْبِرُ بَثَمانٍ" أراد أطراف العكن (¬3) الأربع من الجانبين.
"أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان عندها وفي البيت مخنث" (¬4) بضم الميم فخاء معجمة ساكنة فنون مكسورة وتفتح فثاء مثلثة، فالأول من فيه تثن وتكسر وتشبه بالنساء، والثاني: من يؤتى، قاله في "التوشيح".
"فقال لعبد الله بن أبي أمية أخي أم سلمة: يا عبد الله! إن فتح الله عليكم غداً الطائف" هذا قاله وهو محاصرون للطائف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والصحابة؛ وذلك لأن أم سلمة كانت معه - صلى الله عليه وسلم - حين خرج إلى الطائف.
"فإني أدلّك على ابنة غيلان" بالغين المعجمة، وابنته تسمى بادية، بالباء الموحدة والياء المثناة من تحت، وقيل: بالنون.
"فإنها تقبل بأربع وتدبر بثمان" قال مالك (¬5) والجمهور (¬6): معناه أن في بطنها عكن يتعطف بعضها على بعض، فإذا أدبرت كانت أطرافها عند منقطع جنبيها ثمانية، والحاصل أنه وصفها بامتلاء البدن.
¬__________
(¬1) أخرجه البخاري رقم (4324)، ومسلم رقم (32/ 2180)، ومالك في "الموطأ" (2/ 767).
(¬2) في "السنن" رقم (4929)، وهو حديث صحيح.
(¬3) انظر: "القاموس المحيط" (ص 1569).
(¬4) انظر: "النهاية في غريب الحديث" (1/ 535).
(¬5) انظر: "المفهم" (5/ 515).
(¬6) "فتح الباري" (9/ 335).

الصفحة 664