كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 6)

"وقال: أخرجوهم" الظاهر أن الضمير للأول، وأما النساء (¬1)؛ فإنه منهي عن إخراجهن لعظم المفسدة التي تترتب عليه، ولما تقدم من الأمر بإخراج المخنثين.
قوله: "أخرجه البخاري وأبو داود والترمذي".
قلت: وقال (¬2): حسن صحيح.
الثامن: حديث أم سلمة - رضي الله عنها -.
8 - وعن أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: كُنْتُ عِنْدَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَعِنْدَهُ مَيْمُونَةُ بِنْتُ الحَارِثِ - رضي الله عنها -. فَأَقْبَلَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ وَذَلِكَ بَعْدَ أَنْ أُمِرْنَا بِالِحجَابِ، فَدَخَلَ عَلَيْنَا، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: "احْتَجِبَا مِنْهُ". فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ الله! أَليْسَ هَوَ أَعْمَى لاَ يُبْصِرُنَا وَلاَ يَعْرَفْنَا؟ فَقَالَ: "أَفَعَمْيَاوَانِ أَنْتُمَا؟ أَلسْتُمَا تُبْصرَانِهِ؟ ". أخرجه أبو داود (¬3) والترمذي (¬4) وصححه. [ضعيف]
¬__________
(¬1) انظر: "فتح الباري" (10/ 333 - 334).
(¬2) في "السنن" (5/ 106).
(¬3) في "السنن" رقم (4112).
(¬4) في "السنن" رقم (2778) وقال: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه أحمد (6/ 296)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" رقم (289)، وأبو يعلى رقم (6922)، وابن حبان رقم (575)، والطبراني في "المعجم الكبير" (ج 23 رقم 678)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/ 91 - 92)، والخطيب في "تاريخه" (3/ 17) من طرق.
إسناده ضعيف، نبهان - وهو مولى أم سلمة ومكاتبها - لم يذكروا في الرواة سوى الزهري، ومحمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة.
قال الدارقطني في رواية محمد بن عبد الرحمن: غير محفوظ، وقال ابن حزم في "المحلى" (11/ 3): (لا يوثق).
وقال الإمام أحمد كما في "المغني" (9/ 507): نبهان روى حديثين عجيبين:
الأول: حديث أم سلمة ولفظه: "إذا كان لإحداكن مكاتب, فكان عنده ما يؤدي فلتحتجب منه".
والثاني: هذا الحديث. =

الصفحة 666