كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 6)

"قالت: كنت عند النبي - صلى الله عليه وسلم - وعنده ميمونة بنت الحارث" امرأته - صلى الله عليه وسلم -.
"فأقبل ابن أم مكتوم" وهو الضرير المعروف.
"وذلك بعد أن أمرنا بالحجاب فدخل علينا" أي: المنزل الذي هما فيه عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
"فقال: احتجبنا منه، فقلنا" كأنهما قالتا معاً.
"يا رسول الله! أليس هو أعمىً لا يبصرنا" فلماذا نحتجب منه.
"فقال: أفعمياوان أنتما" حتى لا تبصرانه، فإنه يحرم عليكما رؤيته كما يحرم عليه رؤيتكما، بنص قوله تعالى: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ} (¬1) الآية.
"ألستما تبصرانه" فاحتجابكما عنه واجب، وهو دليل على تحريم نظر المرأة إلى الأجنبي.
قال النووي (¬2): وهو الصحيح الذي عليه الجمهور من العلماء.
قوله: "أخرجه أبو داود والترمذي وصححه".
قلت: قال (¬3): حسن صحيح.
¬__________
= ثم إن متن هذا الحديث معارض بأحاديث صحيحة: منها ما أخرجه أحمد (6/ 270)، والبخاري رقم (454)، ومسلم رقم (18/ 892) "عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يسترني بردائه وأنا أنظر إلى الحبشة، يلعبون في السجد حتى أكون أنا التي أسامُه, فاقدروا قدر الجارية الحديثة السَّن الحريصة على اللهو". وهو حديث صحيح، وحديث - فاطمة بنت قيس - وقد تقدم وهو حديث صحيح.
وخلاصة القول: أن حديث أم سلمة حديث ضعيف، والله أعلم.
(¬1) سورة النور الآية: (31).
(¬2) "روضة الطالبين" (7/ 25).
(¬3) في "السنن" (5/ 102).

الصفحة 667