كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 6)

أخرجه مسلم (¬1). [صحيح]
"قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع إحدى نسائه" الذي تقدم في الاعتكاف أنها صفية إذا كانت القصة، وتقدم الحديث هنالك عن علي بن الحسين عن صفية، إلا أنه هنا قال: فمر به رجل. وفي حديث صفية: أنهما رجلان من الأنصار، وأنهما لما رأياه - صلى الله عليه وسلم - مع صفية أسرعا فقال: "على رسلكما إنها صفية".
"فدعاه فقال: هذه زوجتي، فقال الرجل: يا رسول الله! من كنت أظن به" أي سوءاً [188 ب]. "فلم أكن أظن بك" سوءاً لعلمي بحالك.
"فقال: إن الشيطان يجري (¬2) من ابن آدم مجرى الدم" تقدم تمامه في الاعتكاف بلفظ: "وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شراً. أو قال: شيئاً".
وتقدم الكلام على جري الشيطان مجرى الدم وأنه حقيقة، وفي الحديث (¬3) رفع الإنسان عن نفسه التهمة، والحرص على المؤمن أن لا يظن بأخيه سوءاً، وأن ظن السوء بالمؤمن من قذف الشيطان في القلوب.
قوله: "أخرجه مسلم" وتقدم أن حديث صفية أخرجه الشيخان (¬4) وأبو داود (¬5).
¬__________
(¬1) في "صحيحه" رقم (2174).
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" رقم (1288)، وأبو داود رقم (4719)، وأبو يعلى رقم (3470)، وأبو عوانة (1/ 482)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" رقم (108).
(¬2) انظر: "فتح الباري" (4/ 280).
(¬3) انظر: "فوائد الحديث في فتح الباري" (4/ 280).
(¬4) "البخاري" رقم (2035، 2038، 2039، 3101، 3281، 6219)، ومسلم في "صحيحه" رقم (24/ 2175).
(¬5) في "السنن" رقم (2471).

الصفحة 671