كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 6)

3 - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "المَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ". أخرجه أبو داود (¬1) والترمذي (¬2). [حسن]
"قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "المرء على دين خليله" أي: في الأغلب، فإن الطباع تسرق الطباع، والجليس يميل إلى جليسه ويبالغ فيما يحببه إليه، وإنما قلنا: في الأغلب؛ لأنه قد يصحب الإنسان لحاجة من هو من الأشرار، وإن لم يكن على دينه، كما قال الزمخشري (¬3) - رحمه الله -:
وعن صحبة الأشرار لا تسألنني ... فصحبتهم منزوعة الحب من قلبي
ولكنني أصطاد رزقي بأرضهم ... ولا بد للصياد من صحبة الكلب
"فلينظر الإنسان من يخالل" أي: يختر لنفسه خليلاً يعينه على دينه, ويجذبه إلى ما يصلحه.
قوله: "أخرجه أبو داود والترمذي".
قلت: وقال (¬4): حسن غريب.
الرابع: حديث أبي الدرداء - رضي الله عنه -.
4 - وعن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال: قال رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَلا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ؟ قَالُوا: بَلَى. قَالَ: إِصْلَاحُ ذَاتِ البَيْنِ، فَإِنَّ فَسَادُ ذَاتِ البَيْنِ هِيَ الحَالِقَةُ". أخرجه أبو داود (¬5) والترمذي (¬6) وصححه. [صحيح]
¬__________
(¬1) في "السنن" رقم (4833).
(¬2) في "السنن" رقم (2378). وهو حديث حسن.
(¬3) لعله لغير الزمخشري، فلم نعرفه للزمخشري.
(¬4) في "السنن" (4/ 589).
(¬5) في "السنن" رقم (4919).
(¬6) في "السنن" رقم (2509). =

الصفحة 674